Friday 6 January 2017

محاضرات


محاضرات ودروس

رد: تفريغ محاضرة: الجادي المدوف في صبر النبي الرؤوف الجادي المدوف في صبر النبي الرؤوف للشيخ البليغ علي بن عبد الخالق القرني حفظه الله تفريغ المحاضرة إخوانكم في منتدى فرسان السنة http://www.forsanhaq.com/ بسم الله الر حمن الرحيم الجادي المدوف في صبر النبي الرؤوف الحمد لله, الحمد لله, أتم النعمة على الأمة, وأكمل لها دينها, وآت الحكمة أهلها, وتمم بمحمد مكار الأخلاق كلها, وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له, شهادة نستظل بظلها ونحيا ونموت عليها, ونلقى الله بها, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, دعى وكل نواحي الأرض مغبرة مجدبة, فإذا الغبراء خضراء, أتى جموع الطغيان ففلها, وليوث الأوثان فأذلها, وعقد الشرك فحلها, ودواعي الفرقة فشلها, وأحقاد القلوب فسلها, بشر الأمة وأنذرها ودلها, وسقاها بوابل القرآن وعلها, وحداها لعلها تعض عليها ولعلها, فإن حادت فواها لها ومن لها, صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه, صلاة دائمة إلى يوم تضع كل ذات حمل حملها, جزاه الله عنا كل خير, ولاقته المسرة والسلام, وأسكننا بصحبته جنانا, تحية أهلها فيها السلام, (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون). أما بعد: ريحانة الأنوف الشم, وخبئة الجيب والكم, دليلنا الهادي في بهيم الدياجي, تاج الهامة, حماة الدين باليراع واللسان والصمصامة, من أحسب أنهم أولئك الخضارمة. خضارمة شم الأنوف جهابذ ..... جحاجة بيض الوجوه عنابس بهاليل أقمار قداميس سمح ...... جسومهمو للمكرمات فهارس فلو بلغ المجد السماء لأصبحت.........أناملهمُ للسماء تلامس ======== يا مرحبا مرحبا يا مرحبا بكم ..... يامرحبا ذات تبذير وإسراف وإن تكن مرحبا إكثارها سرف..... فليس إكثارها فيكم بإسراف ======= عليكم يا أحبتنا السلام.......وأتحفكم برحمته السلام وبوأكم مساكن طيبات ....... تحية من تبوأها السلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته: سلام كعرف الروض صادفه الندى, يزف إلى أهل المكارم والندى, ولا زال ما قام المؤذن للندى, حياكم الله وبياكم, وأبقاكم عوامل رفع لهذه الأمة وأحياكم, وحيا الحيا منكم وجوها إذا انجلت..... تعيد ضياء الصبح والليل عاكرُ وجوها تجلت في سماوات رفعة........ كواكبها أخلاقكم والمآثرُ ========== يارب حببنا إلى بعضنا فيك وجنبنا الريا والبطر, وكن لنا النور الذي نهتدي بضوئه في مظلمات الحفر. معشر الإخوة: ليس يخفى أن عموم أمتنا لعهد قريب في شتات, أمة مطعونة في الظهر أقصى الطعنات. بعضها يحتمل الهم......وجل في سبات هدف لكل رام, غرض لكل طاعن, أحزانها عويل وبكا, وأفراحها تصدية ومكا. إهتبل العدو غيبتها فنفض عيبتها وأهان شيبتها, ووقف لها بكل مرصد ليغتال قوتها التي تسود العالم بها, كل ذالك عبر وسائل خسيسة قذرة, تدمر الأخلاتق فتذرها أشلاء مفرقة. تبيع الدين بالدنيا ولا تلقى بذا بأسا..... وقد دفنت شهامتها وقيل لأمها تعسا يقوم عليها معتل مأجور, مختل طرطور, على الخبث مأطور, قن, يستطيب الصن, يجري من الخبث على نسق, ومن السفه في غسق. يملي وإبليس له وزير......إياه يسترئي ويستشير لقيط لقطاء الغرب الأقصى, خلاف آية فرعون مع موسى, فرعون التقط موسى عسى أن ينفعه أو يتخذه ولدا, فكان له عدوا وحزنا, أما هذا القن فالتقطه الغرب فكان عدوا لدينه وأهله وحزنا, يصلي لقبلته التي يصلي إليها, ويخطب على الدرجة التي خطب عليها, يقول لهم مستخذيا: اجعلوني سيدا أكن لكم عبدا, وأعينوني بقوة أجعل بين قومي وبين الفضيلة ردما, وأوسعهم هدما, فرشحوه لتغريب وتفنيد, واستنشدوه سفيه النسج مضطربا مستغرب المتن مجهول الأسانيد. ولولا الشعير ما نهقت الحمير. فيا عزما وحزما وانطلاقا.........إلى نيل الوضائف والحطام كذبان على سقط تداعى....... ترنم أو تغرد بالهيام فزادوا الطين بلة, والمريض علة, وصوروا التافه خطيرا, والجهام مطيرا, ويأتون المناكر في نشاط, ويأتون الصلاة وهم كسال, وما انتسبوا إلى الإسلام إلا لصون دمائهم أن لا تسال, فهم نعل الذي يعلوهم......وعلى من دونهم فئران غابة فأبرز هؤلاء لنا عبر وسائلهم جيلا, في عمومه عليلا, يحدوا من غير بعير, ويسبح في غير غدير. ينام إذا حضر المكرمات.......وعند الدناءة يستنبه لا يخطر لهم البذل للدين على بال, ولا يدور بخيال, لا يكاد يحفظ أحدهم من كتاب الله إلا آتنا غداءنا, ونقش خاتمه كلو واشربوا هنيئا, ما عرض للمسلمين عارض إلا استنوق جملهم, وحكى صولة الأسد هرهم, واحتجوا بعدم استكمال ضرورياتهم, وسمعت من غث الكلام ورثه وقبيحه باللحن والإعراب, من أمثال: "جحا أولى بلحم ثوره" و" ما يحتاجه المرء في بيته فحرام على مسجده" غروضا بلحييه على عَظم زوره ......... إذا القوم هشوا بالفعال تقنعَ إذا ما مشى أو قال قولا تبلعَ جيلا مضطربا, متأنثا واسترجلت فيه بعض النسا, فلهجن بالمساوات والتحرير بعقول أرق من قطمير, أوكلنا البيوت للخادمات, وهمن على وجوههن مطالبات. بقيادة السيارة مرة وممراسة الرياضة في الأندية أخرى, وأن تكون الوالية والقاضية ثالثة, فتركت المطبخ والتنور, وبدأت في حلقة الفراغ تدور. فإذا ما لسعتها الزنابير, صاحت: رفقا بالقوارير. وزاد الهم وأشجاه أن رجالهن أشباه, يسايرونهن ويجارون, ويمسكون لهن الماعون, على حد قول ابن اللعبون, لم يعد للرجل قيمة, مثله مثل البهيمة, متناقض فوضوي, تراه يصبح مصليا صائما, ثم لا يجد حرجا في موالات الكافرين ومصاحبة الفاسقين, وأكل الربا والتحاكم لغير شرع الله بلا حيا, فإذا نصح, رفع عقيرته أنا لا أعمل شيئا يغضب الله, يرى نفسه ولي الله, وهو أفرغ من قصب, وفي الحضيض من الحسب, ضعيف السبب, سيئ المنقلب, ذهبت علامة رفعه, وفقدت سلامة جمعه, ومالت عنده قواعد الملة, وسار إلى جمع القلة, وبالا على الأمة. له نحو الخنا أبواب عطف........ وبذل فيه تأكيد الصلات عندها فرح الشامتون فيها ونعاها النعات على مسمع منا, وقال قائلنا: كلا, إنها مريضة مشفية. فحقق الله قولنا وخيب أقوالهم, وخيب فالهم, وحل ما عقدوا, وتبر ما شيدوا, فاندحروا وانجحروا, ماهم إلا فارة في جحر ضب خرب, أشرقت رغم أنفهم شمس ربي, فهي أمة مرحومة محفوظة, لن يأخذ أعداؤها منها إلا كما يأخذ السيل من الصخرة الصماء. ترتد عنها الرياح الهوج خاشعة.......وينثني كل وعل وهو كالحمل دوت صرخة الإصلاح صاخة في الآذان, فتطايرت الأثقال, وانفصمت الأغلال, وانطلقت تميز الأذان من المكا والتصدية والهذيان, تصلح ما أفسد العدو من سمات, وتحيي ما أمات, وتنيت ما أحيى, وتميت ما أحيى, وتبني ما هدم, وتهدم ما بنى, ترفع الحدث وتدفع الخبث, وتؤدي الفرض والنفل, وتقضي الفائت, وتحيص الشق, وترتق الفتق, وتقول جاء الحق. لم يزل فيها عبير الوحي......... ما حاد عنه الشيخ أو زلَّ الغلام أمة الإسلام ما زال على .......نهجها السامي رجال لم يناموا والليل ولى والظلام تبددى......والركب يمم للهدى ركب طوى دربا على ...... اسم الله والحادي حدى ========== ألا أيها الأغيار فالتََتيقظوا.....وينهض منكم قاطن إثر ظاعن نُثير دفين العز من كل كامن.....على رغم الخيشوم العدو المشاحن ونسموا بأخلاق القرآن ونرتدي.......رداء من العلياء صاب المحاسن نجدد رسم الدين بعد اندثاره ..........ونرفع من بنيانه المتطامر ونرعى رياض العز من كل قارة.........ونترك للبيقور مرعى الدواجن ====== وجاء الربيع وفجر بدى........سخي الشعاع عميم الجدا فكل على ضوئه شدا فإلى أخلاق القرآن في سيرة وشمائل من خلقه القرآن. فهي الشفاء لنا مما نكابده, وهي السبيل إلى جنات رضوان. يشربها القلب بكأس السمع........ فينتشي منها من غير خمر إنها شمس ضاحية, وسماء صافية ضاحية, وروضة فوحاء زاهية. روضة فوحاء فردوسية.......... تلد اللذات آنا بعد آن أترها من حمى الفردوس؟ كلا:..... هي فردوس بحضن الأرض ثان حبوت فيها وأبوت, وعثرت فيها وكبوت. أقسمت بالله رب الجن والناس: إني وإن قل حظي من تمثلها....... تبلى غظامي وما قلبي لها ناسي فمن نفح إلى عرف........... وإيماض وإكليل مع رضاب سائغ طعمه.........لي كل وقت منه كأس دهاق بالأمس, والزرياب يبدولنا..... من شرف يعلو جميع المراق واليوم,ذا الجادي يدنو لنا...... مثل أصيل الشمس في الإتلاق من لم يكن ينعم في روضه........ فما له في شمم من خلاق الجادي ما الجادي: الزعفران المنسوب إلى الجادية من أرض البلقاء جادي. فهو نبات أجل......... ونفحه لا يمل كل الرياحين جند...... وهو الأمير الأجل يقول العربي مشبها وجوه الأبطال في غداة الروع بالجادي: تخال جدية الأبطال فيها.......غداة الروْع جاديا مدوفا وجادي هذه الليلة يفوق كل جادي, وعود هندي, وعنبر وردي. حكى آسا ونسرينا......وشيحا والرياحين تضوع في نواحينا.......... لننشق منه ما شئنا إنه: الجادي المدوف, في صبر النبي الرؤوف عليه الصلاة والسلام. كأنه ذهب من فوق أعمدة...........من الزمرد في أوراق كافور في روضة نصبت أغصانها وغدا........ ذيل الصبا بين مرفوع ومجرور قد جمعت جمع تصحيح جوانبها............والماء يجمع فيها جمع تكسير والريح قد أطلقت فيها العنان به...........فالغصن ما بين تقديم وتأخير والظل بين ممدود ومقصور جادي يقول: من لم يكن جاريا في سنة الهادي........وما لروضتها الغنى بمرتاد فذاك زائغ قلب غير منقاد =========== إذا الجدار أمام الشمس ترفعه.........فلن ترى نورها في باحة الدار جادي يقول: قرآننا يسموا بنا أن نستكين ونرقدا, فبه حفظنا مجد أمتنا فلم يذهب سدى, هذ الربوع بدت خصبا وبلبلها شدى, قل للذين يعولمون الفكر عولمة الردى, ويقلدون المارد الغربي فيما أفسدا, ويهونون على النفوس سلوكه المتمردا, يا ويلكم كيف اتخذتم في المسير المرقدا, يا ثاغيا يا أرمدا, أتحب أن يبقى ظلام الليل فوقك سرمدا, عجبا لوهمك كيف غطى حسك المتبلدا, لتظن أن تقدم الإنسان أن يتمردا, اعلم بإنى لا نريد سوى العقيدة موردا. جادي يقول: سبل المعالي في الأنام صعاب........إن رمتها مشيا فهن عقاب فمن العزائم صغْ جناحي كاسر......كي ما تطير لها وأنت عقاب جادي يقول: يا أهل القرآن: إن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن, ومن تخلق بالقرآن مجده, وأصبحت نفسه للناس قرآنا. جادي يقول: بحر المآسي ما له شاطئ.......وزورق الصبر طريق النجاة ======== والفجر آت وإن طال الدجى زمنا.......والماء يرجى إذا ما اسودت السحب جادي يقول: الأخلاق الأخلاق يا أمة الأخلاق! هي القطران والأعداء جربى.........وفي القطران للجربى شفاء جادي يقول: عار على أهل الحفائظ إن رأوا.........روغ الثعالب يزدرين الضيغما ========= ومن يبغي في شمس النهار غميصة.........فذالك مغموص وما هو غامص إنه شواظ ثائر, وسهم عائر, وعقاب كاسر, على من يسخر بالشعائر والنبي الطاهر, من كل ثاغية راغية, ناهقة عاوية, ظابحة نابحة, من قائت الأفواه منه في البدء وكأنه من دم الحجامة يغتدي. تريد خفض الطهر يا ابن الخنا! اخسأ ألا أيها الجحش اللجيم, وأرغم أنفك يا أخطل, ودق خياشيمك الجندل. إنك في الطعن على الأمين, لواهن الظهر سخين العين, معترض للحين بعد الحين. يا ظبع الخلوة خنزير الملا, وفي الملا طعامه ما في الخلا! ماذا عسى يكون عض نملة؟ وماذا يكون أيضا قرص قملة؟ ووزن بقة بأعلى النخلة؟. يابن الدهاليز وأبناء السكك, ويابن عجل لا يجي زوجي يرك, وابن البغايا والفراش المشترك. لأرسلنها عليك سبعا شدادا, وألسنة حدادا, ومددا ومدادا, وجيش بيان لا يدع تلادا ولا وهادا, ولأبعثن مني عليك عقاربا لداغة تعيا على الرقاء, وأرجمكم بحرفي كل عام كرجم الناس قبر أبي رغال. وأرد أنف من ابتغانا مرغما ما زلت في الحرب الهزبر الضيغمَ ============ وقد رمتكم علل اللكاع..........فلم يعد لصرفكم من داع ============ لتأطرن مثنكم أسياف...... من ساعدي إني أنا خفاف إن عدتم عدنا فكم أزلنا......... من ظالم إنا إذا نزلنا أشفق على قوسك لا أراها........ أحكمها العلج الذي براها مازدت بين الخلائق عن نهَّاق....... والصقر لا يخشى من اللقلاق ما موقع الذباب من ذي ناب, لا تنجس الأنهار أذيال الكلاب, أين النباح وإن تكاثر أهله, أنتم خشاش الأرض أما أحمد, فهو السما فمن يطاول السما, أين النباح وإن تكاثر أهله من نيل بدر قد سما فوق السما, فاخسئوا رغم أنفكم يا جواني. لقد رفع الله ذكره )ورفعنا لك( وأقسم الله بحياته )لعمرك( وزكاه في نون )وإنك(. فمن يصد سنا شمس إذا طلعت.......من يحجب البدر إن شق الدجى وبدى والحق طود لا يحلحل طوده.........ومكابرات المبطلين سواف لو رجم النجم جميع الورى..........لم يصل الرجم إلى النجم هيهات فالشمس بعيد مسها............ فاليبقى مع بنات وردان الخنى ========== هو الله كمل أوصافه..........وسماه بين الورا أحمدا فما منقص فضله ساخر.........ولن يحجب النور لما بدى دمانا فداه وآباؤنا.........فما غيره اليوم من مفتدى جادي يقول: نحن الذين بحسن الخلق قد فتحوا أقصى البلاد وبالقسطاس ساسوها, إن محمدا صلى الله عليه وسلم قد فتح القلوب قبل البلدان, والأرواح قبل الأشباح, شهد له عقلاء أعدائه بذالك, يقول فولتير لما ذكر عنده بعض رؤوس الملاحدة قال: العظماء هباء إذا قيسوا بمحمد, إنهم لا يستحقون أن يكونوا صابغي أحذية عند محمد. إي وربي كأحمد لم تكن حملت جياد.........وما حمل العتاق على الرحال ولا وطئ البسيطة وهو حاف...............ولا وطئ البسيطة في نعال جادي يقول: الأفعال الأفعال أيها الرجال مقرونة بالأقوال! فقول بلا فعل كبارق خلب. وما المرئ إلا كالشجيرة............عوده يفنى وأما فعله فكتاب إنه جادي من صبر غير عادي, عاقبته كالماذي, أفصل للصاد وجها بهيجا, وللباء جيدا, وللراء طرف, فأكسوه ظوءا ولونا وعرف, لأني جليس بيان وصرف, أجوع لحرف وأقتات حرف, يجاورني حرف نصب وظرف, وألهج باسم وفعل وحرف, خذوه عبهرا غضا وفيه خبايا من سحيق الزعفران, إلى روضه الفتان لنلثم منه الثغور والأعناق, ونفوز بالظم والشم والعناق, طف بي بجاديه قد هدني تعبي, واترك عناني فإني هاهنا أربي, ودع فؤادي يمرح في مرابعه, ففي مرابعه يغدوا فؤاد صبي. يا لائمي في ذاك غير مجرب..........دعني فإني قيسها فاستفتني لا أنتهي لا أرعوي حتى يكل النثر والموزون, هيهات أوفي القول فيه من بعد ما صدعت بمدح نون, لاكن أعيد القول فيه لعلي من تابعيه الفائزين أكون. فعونا يا إلهي منك عونا, أجرني من الإخفاق واسمح بمطلبي, ولا تخزني يارب بين البرية. الجادي المدوف في صبر النبي الرؤوف عليه الصلاة والسلام. يشدوا الشجي على رغم الخلي به جمعا وتثنية من غير إفراد, لأنه راح أرواح وأجساد, وروضه اليمن فيه رائح غاد. صبره ما صبره! واللذي فلق الحب, وأنبت الأب, وذرى ما مشى ودب, وهدى وأكب, وسمى نفسه الرب, من بيده النواصي, وعلمه أحاط بالداني والقاصي, وستره عم المطيع والعاصي, وأنزل الغادرين من الصياصي, إن صبره لا يجارى, وثباته لا يبارى, وحيد آماده, وفذ أفذاذه, ابتدع غريبه فقال لسان الحال: نعمت البدعة هذه. بلغ فيه الغاية, ورفع الراية, وطار كل ما طار, وتغنى به راكب الفلك وحادي القطار, وشهد به النص والحس, والجن والإنس, ولا ينكر طلوع الشمس. كالبحر والكاف إن أنصفت زائدة فيه فلا تحْسَبنها كاف تشبيه ============ صلى عليه بارئ العباد.........ما أمطرت سحب وسال واد كان صلى الله عليه وسلم أصبر العباد, على التعبد والإجتهاد. لو كان صبر الناس جسما.........لم يكن لكماله إلا مكان الراس صبر صلى الله عليه وسلم على عبادة ربه صبرا يبقى, لا يضل المتصف به ولا يشقى, فهو في تعبده عجب يعجب منه العجب, ولا عجب حين نعلم أن الله أمده بطاقة لا يدانيها طاقة أحد من البشر. تجلى صبره في استقامته على أمر الله, ومواصلة العبادة في الحظر والسفر والصحة والسقم والسلم والحرب والسر والعلن, عبادة دائبة يقوم معها بشئون أهله, وأمور دولته, ومصالح دنياه وآخرته, مع خشوع وحسن أداء لا يطمح بشر إلى بلوغ مثله. فقل للذي يسموا لذيل غباره........ولم تلي عتاق الشيظميات فارفق وقرة عينه شاهدة! مازال يقوم الليل حتى تفطرت قدماه. يبيت يجافي جنبه عن فراشه.......إذا استثقلت بالمشركين المضاجع صلى حذيف رضي الله عنه ذات ليلة, فافتح البقرة فقرأها, ثم النساء, ثم آل عمران, يقرأ مترسلا مسبحا سائلا متعوذا راكعا نحوا من قيامه, قائما قريبا من ركوعه, ساجادا نحوا من قياهه, بصدره أزيز كأزيز المرجل من البكا. له بالليل دمع ليس يرقى وقلب ما يغب له وجب صلى ابن مسعود معه ليلة فأطال صلاته, حتى هم ابن مسعود أن يجلس ويدعه من طول كثير ما اعتاده. يقوم ليلة من الليالي ويقول: يا عائشة ذريني أتعبد لربي ثم تطهر وقام يصلي, فلم يزل يبكي حتى بل الأرض من حوله, وجاء بلال يئذنه لصلاة الصبح ولم يزل يبكي. دمعه من خشية الله جرى في مصلاه يفوق الجوهرَ ووجد ذات ليلة شيئا, فلما أصبح قيل: يا رسول الله إن لأثر الوجع فيك لبين. فقال: إني على ما ترون بحمد الله قد قرأت السبع الطوال. ولم يحوي قرصا مثلها كلا ولا رقم القلم وفي ليلة بدر, يقول علي: ولقد رأيتنا وما فينا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان تحت شجرة يصلي ويبكي ويدعوا حتى أصبح. يتلقى الزاد من رب السما.......... طاهر القصد ملحًّا في الدعاء هكذا كان حاله, تعبد واجتهاد, وجد وجهاد, لأنه أعلم الخلق بالله وأخشاهم له, ينبيك عن ذالك قوله: إني أرى ما لا ترون, وأسمع ما لا تسمعون. أطت السماء وحق لها أن تئط, ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك وضع جبهته لله ساجدا. والله لو تعلمون ما أعلم, لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا, وما تلذذتم بالنساء على الفرش, ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلأى الله. فغطى الصحابة رؤوسهم ولهم خنين. ما الأنجم الزهر كمثل الحصى........ما الصفر مثل التبر كلا ولا لذا خشيت الصديقة رضي الله عنها أن تحدث نفسصاحبها, أنه يقدر على مثل عمله, خشوعا وخضوعا, كمية وكيفية وإخلاصا, فبادرت إلى مثل هذا الوهم قائلة: كان عمله ديمة, وأيكم يستطيع. من يساويه ومن يحكيه لا...........ما سبيك التبر مثل الجندل لا تتبع الأوشال من بعد ما رأيت هذا العارض المسبلا, أعني به هدي خير الورى, من أنزل عليه: فاعبده واصطبر لعبادته. صلى الله عليه ذو الجلال.........وصحبه وحزبه والآل كان صلى الله عليه وسلم أصبر الناس. ذاك الذي كان في اللأواء مستويا في زهده, الورق المبروق والورق, له بحر صبر ترى كل بحر مقيس إليه شبيها ببر, وذالك بحر عجيب الصفات عذب الموارد قذاه در, صبر صلى الله عليه وسلم على الجوع والفقر والحاجة صبرا بلغ فيه الغاية, وتجاوز النهاية, وأنطق بالإفصاح والكناية. كان على يقين بأن الدنيا وما فيها وإن عظم في الأعين القاصرة هين حقير, فإنها السجن لمن آمنوا والجنة الفيحا لمن قد كفر. يمر عليه الهلال والهلال والهلال, ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في بيته نار, يظل أياما وليالي متتابعة طاويا وأهله لا يجدون عشاء, بل يظل اليوم يلتوي من شدة الجوع, ولا يجد من الدقل ما يملأ به بطنه, وأكل مع صحبه ورق السمر حتى قرحت أشداقه. وخرج ذات يوم فلقي أبا بكر فقال: ما أخرجكما من بيوتكما الساعة؟. قالوا : الجوع يا رسول الله. فقال: وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما. ولقد أتت عليه ثلاثون من بين يوم وليلة, ما له ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيئ يواريه إبط بلال. ربط من شدة الجوع الحجر على بطنه. ونام على الحصير حتى أثر على جنبه. وناولته فاطمة كسرة خبز فقال: هذا أول طعام أكله أبوك منذ ثلاث. وخرج من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير, ليس منها ذرة في قلبه. عرضت عليه مفاتيح الخزائن فأباها, واختار لنفسه ولأهل بيته عيشة الكفاف, لا تحريما للطيبات, ولا عجزا عن متع الحياة, ولكنه استعلاء على الشهوات. أتته المغريات فمال عنها...........وراح يهشها هش الذباب ولم يسلك إلى الشهوات دربا..........ولا ولجت خطاه لها بباب شعاره: (لا عيش إلا عيش الآخرة). (مالي وللدنيا). ودعاءه: (اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا). عليه كوامل الصلوات تترا فلا ليلا ثطيش ولا نهارا كان صلى الله عليه وسلم سيد الصابرين, تزيده نوب الأيام مكرمة كأنه........الذهب الإبريز في اللهب ذو مبدإ لا تهز الريح منكبه......... وللرياح هبوب ذات ألوان حاز الصبر صرفا ونعتا, وبلغ غاية لا تحد بإلى وحتى, فهو أصبر من صاف وشتى, فحال واحد في كل حال, وحالات الزمان عليه شتى. عاش مرارة ولوعة اليتم في أعلى مراتبه, مات أبوه الحر في المدينة, والحمل في آمنة الأمينة, ثم توفيت أمه وقد تعلق بها قلبه, فعظم يتمه, فأمه ماتت لست سنوات من عمره ويال موت الأمهات. كفله جده وظمه ورق عليه وقدمه على بنيه مستشعرا ألم يتمه أبويه, وبعد عامين توفي جده, وفي أشد اليتم زاد مجده, توفي جده وهو يناهز الثامن من عمره, وقد عهد به إلى أ[ي طالب عمه. فعمه الشقيق ظمه إليه, وكان فوق كل أحد إليه, لزمه ولم يفارقه لثلاث وأربعين, يحوطه ويذود عنه, ويغضب له وينصره, ويتجرع الحصار والآلام نصرةله. ومات عمه وزوجه الكريم.........واعتصم النبي بالله العظيم وبعد وفات عمه بأيام, فجع بزوجه ورفيق دربه, أول من آمن به وواساه وصدقه وخفف عنه. تقول كلا بل وألف كلا..........يامن تعين عاجزا وكلا والله لا يخزيك رب الناس.........ياواصل الأرحام والمواسي أنها حمالة الحب لا حمالة الحطب, خديجة ذات العز والشرف, والدر لا يخرج إلا من صدف, فسمي ذاك العام بعام الحزن, جمعت عليه مصيبتان عظميان, إذ فقد السند الداخلي والخارجي, لاكنه لم يفقد صبره. وكم عصفت في جانبيه فلم يبت..........لها قلقا والطود لا يتزحزح مات بنوه كلهم في حياته سوى فاطمة, فاحتسب وصبر على حزن. لم يبتئس لملمة عرضت.........لا فرحة تبقى ولا حزن مات ابنه إبراهيم بين يديه, وعمره سنتان, فكان ينظر إليه وعيناه تذرفان, بدموع كالجمان, وفي ثبات ثهلان, قال في غاية البيان: إن العين تدمع, والقلب يحزن, ولا نقول إلا ما يرضي ربنا, وإنا بفراقك يا إبراهيم محزونون. وكل نظيرة فإلى ذبول..........وكل مضيئة فإلى انطفاء يخرج إلى بدر وابنته رقية مريضة, وزينب بمكة تعيش غربة قاسية, وبينا هو ببدر قد نصره الله ماتت رقية, ماتت ووالدها بعيد عنها, ماتت قبل أن ترى نصر والدها وتطمئن على سلامته, وسوي التراب على رقية قبل وصوله, وخيم الحزن على بيت النبوة, ليت شعري كيف استقبله أحبابه في المدينة؟ أيهنئونه بنصر الله أم يعزونه في رقية؟ ليت شعري كيف حاله لما التقت عيناه بعيني أم كلوثوم وفاطمة؟ يال الله لرسول الله, لخليل الله, لم تصف له الحياة. الحزن والمعاناة جزء من حياته, لاكنه قد قرر فقال: (أشد الناس بلاء الأنبياء, يبتلى المرء على قدر دينه). صبر على فقد رقية وخفف عن زوجها عثمان بقوله: (لك أجر من شهد بدرا وسهمه). وبأم كلثوم زوجه, لينال لقب ذي النورين رضي الله عنه وأرضاه. أنباء صبر لا يقام بحقها............ولو أنها كتبت بذوب العسجد وتهاجر زينب مروعة, ويردها صلى الله عليه وسلم إلى زوجها أبي العاص بعد إسلامه, فيلتأم شمل الأسرة, وتعود الحياة إلى بين زينب هادئة, ولكن مشيئة الله نافذة, لم يمضي سوى زمن يسير حتى اشتد عليها المرض, لتلقى الله في العام الذي ردت فيه لزوجها, فخيم الحزن على النبي, وامتلأت عينه بالدموع, وحزن التابع للمتبوع, ووقف صابرا يتابع غسلها ويقول: (إذا فرغتن فآذنني). فلما فرغن ألقى إليهن إزاره, وأمر بجعله مما يلي جسدها, قائلا: (أشعرنها إياه وابدأن بميامنها). ثم صلى عليها واحتسبها, ثم وافت المنية أختها أم كلثوم, في السنة التاسة للهجرة, فتتابع الحزن عليه صلى الله عليه وسلم بوفاتها بعد إخوتها ووقف الأب الحزين على باب الحجرة التي تغسل فيها, يناول الغاسلات الكفن ثوبا ثوبا, ثم صلى عليها, وفي ثرى البقيع وسدها, وذرف الدمع عليها. وليس الذي يجري من العين ماؤها. ولو كان يبكى كل ميت بقدره........إذا علمت جماتها كيف تنزح ============= أحلف بالله أن لم يصب.......... في الناس مثل المصطفى محمد ومع ذا لم يطلب غير الحالة التي اختار الله له, على عظم رزاياه, والخير أجمع فيما اختار خالقنا, وفي اختيار سواه اللوموالشؤم. أقسم بالله أن لم يصبر.............في الخلق مثل المصطفى محمد إنه صبر من أنزل عليه: )فصبر صبرا جميلا( صلى عليه ربنا وسلم والآل والأصحاب أنجم السما. كان صلى الله عليه وسلم أرسى من الطود المنيف وأرسخ. ثبات إذا ما الشامخات ترومه...........ترد به رضوى ويذبل يذبلا في سبيل إبلاغ رسالة ربه تحمل مالم يتحمله بشر, وقابل ذالك بصبر أعمق من الصبر, لقي من من كان يدعوهم إلى الله ما يشيب النواصي ويهد الصياصي, وهو مع ذات صابر صبر المستعلي ثابت ثبات الواثق المستولي, يقول: لقد أخفت في الله وما يخاف أحد, وأوذيت في الله وما يؤذى أحد. ناصبوه العداء وآذوه أشد الإذاء, ما تركوا حيلة يظنون أن ستنفعهم ليثنوه على رسالته إلا طرقوها, )يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم(. ونور ربك لا يطفا وإن حرص..........الخب اللئيم على الإطفاء واجتهدا تناولوه بكل كبيرة, وقصدوه بكل جريرة, تمالأ عليه السفهاء والعظماء, بالغوا في تحديه وتأبيهم عن قبول دعوته: لن نؤمن لك حتى تجعل الصفا ذهبا. (حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا). (أو تكون لك جنة). (أو تسقط السماء). (أو تأتي بالله والملائكة). (أو يكون لك بيت من زخرف. أوترقى في السماء). وحاله: (سبحان ربي هل كنت إلأ بشرا رسولا). ويخيره ربه إن شئت أن تستأني بهم, وإن شئت أن تعطيهم الذي سألوا فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من كان قبلهم, فسام السماء وجاوز الجوزلء, ورقى المراقي واعتلى العلياء فقال: بل أستأني بهم. ألفاظه مبذولة بذل الحيا..........ومصونة صون العذار الخرد لا تحسبو كحل العيون بحيلة.......إن المها لم تكتحل بالإثمد ولم يزل صابرا يرجوا هدايتهم, يزداد ودا ويزدادون في اللدد, آذوه أبلغ الأذى فصبر, استهزءوا به وسخروا وهمزوا ولمزوا وسبوا وشتموا, واتهموه بالشعر والسحر والكهانة والجنون, وجميع أنواع الزور والبهتان, فما انثنى ولا فتر, وضعوا يلا الجزور على ظهره ساجدا واستضحكوا, وخنقوه بردائه, وطرحوا الشوك على طريقه, ونثروا التراب على رأسه, وأخذوا بتلابيبه حتى سقط على ركبتيه فصبر وما ضجر, أغروه بالمال والسيادة والنساء فما التفت إلى ذالك ولا نظر, واستعملوا معه سلاح المقاطعة الإقتصادية لثلاث سنين في الشعب حتى جهد ومن معه وخرج منها وانتصر, وخاب صنيعهم واندحر, حاولوا أن يضغطوا عليه بعمه أبي طالب فما أثر فيه ولا انكسر, لاحقوه في النوادي يثبطون عن دعوته ويخذلوا الناس عنه فخيبهم الله ببيعة الأنصار الغرر, حاولوا قتله بمشورة إبليس, بعد يأسهم من نجاح محاولاتهم السابقة, فأقمأهم الله ونجا وفاز بالظفر. وكم رماه العدا يوما بداهية ......... قد أبرمتها من الأملاء آراء يطفئ نور, والله مظهره برغـ ........... ـمهم فإذا الإطفاء إذكاء لم تكن هذه الحوادث التي مرت بمكة حديث يوم وليلة, لاكنها ظلت ثلاث عشرة عاما, لم تفتر قريش لحظة, ولم تتراجع غمضة, يزدادون كفرا وعنادا, ويزداد محمد بالحق صبرا وثباتا. يقاوم الريح والأنواء مهتديا بالحق لم ينحرف عنه ولم يحد صبور على الللأواء ما لان عوده...... ولا مسه في المعظلات عناء ======== واشتد ما يلقاه من قريش........في نفسه وأهله والعيش ولما يئس من استجابة قومه طمع في أن ينصره قوم من غير قومه, فعرض الأمر على القبائل على كبارهم وفي المحافل, والتمس النصرة من ثقيف, لاكنه قوبل بالتعنيف. عمد إلى الطائف رجاء نصرته وإيواءه ومنعه لتبليغ رسالة ربه, هم أخواله من الرضاعة, وليس بينه وبينهم عداوة. فكلمهم في الأمر دون تبرم, فلم ير من يؤوي ولا ناصرا له, ولم يكن فيهم مقبل يتبسم, ردوا عليه أقبح رد وأشده, أغروا به الأوباش والصبيان وقاموا له صفين يرمون نحوه حجارا إلى أن خضبوا الرجل بالدم, أدموا عقبيه, وما أتى عليه يوم كان أشد من يوم العقبة, بلاءمتلاطم, وعناء متراكم, إغراء للسفاء, وإشاعة أمره للأعداء, وذي محنة أربت على كل محنة وقارعة غابت لديها القوارع, ومع هذا كله لم يتبرم من أذيتهم, ولم يدع دعوتهم, ظل صابرا يدعوا إلى الله لا يصده صاد, ولا يحول بينه وبين دعوته ناد, حاله: تلكم غايتي وهذِ طريقي هدفي واضح وإن كان..........دربي مفعما بالصعاب والتعوق ويقيني هو اليقين وإن ضاقت.......حياتي وغص حلقي بريقي يراود على استأصالهم وتعجيل نكالهم فيأبى, راجيا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئا, وقد حقق الله له ما رجى, فلم يطل الزمان حتى صارت مكة دار إسلام, وآمن قومه أجمعون إلا من حقت عليه كلمت العذاب, وغدى من كان عدوا له بالأمس اليوم وليا وجنديا وفيا, فخرج من صلب الوليد عدو الله خالد سيف الله, ومن أبي جهل فرعون الأمة عكرمة فرد بأمة. حيث ما شئت من هداهم منار.............أين ما سرت من نداهم شهود كلما شاب في المعارك كهل .............. شب في ساحل الجهاد وليد إنه درس للدعاة والمصلحين, أن لا ييأسوا من النصر والتمكين, فهو آت ولا محالة ولو بعد حين, (إنا لننصر رسلنا والذين آمنو) وعد من رب العالمين. قد يستعصي الإصلاح عاى جيل بأسره, ويخرج الله من أصلاب ذالك الجيل من يعبده, فما من بذرة طيبة إلا ولها أرض خصبة, فابذل جهدك, ومهد الطريق لغيرك, وأعده لمن بعدك, وعليك بذر الحب: (إن عليك إلا البلاغ). (ولكل قوم هاد) وقدوتك خير العباد, صلى عليه بارئ العباد, ما أمطرت سحب وسال واد. كان صلى الله عليه وسلم أصبر الناس في كل رابية شدا من صبره .......رق النسيم به ونم نمنما والريح تزداد اعتلالا كلما هبت.........ولا تزداد إلا طيبا صبر على فراق الوطن والأهل والمصالح وصلات الصداقة والمودة وأسباب الرزق, وتخلى عن ذالك كله فيسبيل عقيدته ودعوته. لما أجمع المشركون أمرهم على قتله وتوزيع دمه لم يجد في أحب البلاد إليه ملجأ من الله إلا إليه, نظر فلم ير إلا عدوا متربصا, وسهما مصوبا, ومكرا كبارا, تنكر من كان يلقبه بالصادق الإمين, وضاقت عليه البلد الأمين, فيمم وجهه لرب العالمين. إن هاجر الإنسان من أوطانه فالله أولى من إليه يهاجر إذ أذن الله له بالهجرة, وشرح الله تعالى صدره, وقررت قريش أن تمنعه من الخروج أو ترى مصرعه, ولم يخافوا من عقاب ربهم, بل مكروا ومكر الله بهم, ومر بينهم وهم ينتظرون, خروجه لاكنهم لا يبصرون, مضى صلوات الله وسلامه عليه ثم وقف ينظر إلى مكة ولعله يتذكر ماضيات أيامه, ومراتع صباه, وملاعب طفولته وأفانين شبابه, تلوح أمام ناظريه أبنية في فرجة الوادي........... والكعبة الشماء من حولها النادي وقف يودع حبيبته مكة بأوديتها وسهولها وجبالها, حالت الجاهلية بينه وبينها, فحملها في قلبه صابرا وارتحل وهو يقسم بالله أنه ما زال يحبها: (والله إنك لخير أرض الله, وأحب أرض الله إلي, ولولا أني أخرجت منك ما خرجت) ولو أجابته لأبكت من حولها لو سمعها. ترك الروض لأن الروض لم يحتضن......... بالحب ألحان الهزار لم يستبدل حبا بحب, بل زاد حبا إلى حب, والحال: سيرن نفسك حرا كالصبا.......... ثم عانق كل أزهار الربى ------------ واستعبرت أعين كادت لفرقته تبـ............ يض حزنا وأولاها البكى كمدا ---------- صلى عليه الله ذو الجلال.......... وصحبه وحزبه والآل كان صلى الله عليه أصبر الناس. طلق المحيا والخطوب عوابس........... صاف الموارد والزما مكدر لما هاجر إلى المدينة تكالب عليه الأعداء, من يهود ومنافقين ومشركين ألداء, جاوزوا في عدائه حدا, وناصروا سواعها وودا, وكادوا له ولدعوته كيدا إدا, تكاد تخر له الجبال هدا, وكان بإيمانه جبلا لا نظير له ولا ندا, إن أفطرت أفكارهم بالغثا فهو امرئ باق على صومه, لأنه البحر ما أثرت كل الرياح الهوج في حجمه, نال البغال المنافقون من عرضه وعابوا. ولما لم يلاقوا فيه عيبا.............كسوه من عيوبهم وعابوا =========== بغال لهم في كل يوم رزية...........وليس لهم من خشية الله وازع لهم كلم رنانة لو وصفتها..........لنزهت عنها ما تقول الضفادع وهذِ فرية بلهاء, سيدها أبو مرة, ولا والله لا أشق على المرئ من أن يطعن في عرضه, والعرب أغير الأمم على الأعراض, وكلمة العرض في لسان العرب لا يقابلها كلمة في ألسنة الأمم الأخرى تترجم عنها, ورسول الله صلى الله عليه وسلم أغير الخلق: (لأنا أغير من سعد, والله أغير مني). لقد جل على أن يُزدرى بنقيصة............وهيهات أن تغشى النبي النقائص في حادثة الإفك, مر صلى الله عليه وسلم بمحنة عظيمة, ونازلة شاقة مضنية, تحمل فيها شهرا كاملا من الألم ما تنهد له الجبال, وأضيف لهذه النازلة أن انقطع الوحي عنه تلك المدة, ليجري عليه البلاء والإمتحان, ويعظم الزلزال, ظل القلب النقي الكبير مقرونا بآلام أخف منها طعن الرماح, ووقع السيوف على الهام. حُملت من ألم ما لو تحمل........... من أمثاله جبل لاندك تفتيتا وصاحبه الصديق, وآل بيته يالهم! عقد هول الفاجعة ألسنتهم, يا إلهي! من هموم تتوال وهجير لم نجد فيه الظلال, فاظ الألم على لسان الصديق الوقور الصابر, الذي استفزته ضراوة الإشاعة, فقال كلمة تحمل من المرارة ما تعجز عنه العبارة: (والله ما رمينا بها في الجاهلية, أفنرضى بها في الإسلام؟) تإن الضلوع وما يستجيب..........لهذا الأنين سوى الأضلع -------- في الصدر ضيق وما بين اللهاث.........شجا وفي اللسان وفي تبيانه لففُ ورسول الله صلى الله عليه وسلم وقلقه, يتألم لألم أصحابه زيادة على ما به: (عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم. بالمومنين رءوف رحيم). صعد المنبر يطلب كف أذى جرثومة النفاق قائلا: (من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي؟ والله ما علمت على أهلي إلا خيرا. ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا) فقام سعد بن معاذ رضي الله عنه وقال: (أنا أعذرك إن كان من الأوس ضربنا عنقه, وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا)فأخذت الحمية سعد ابن عبادة فقال: (كذبت لا تقتله ولا تقدر على ذالك) فقام أسيد بن حضير فرد على ابن عبادة فقال:(كذبت لعمر الله لنقتلنه, إنك منافق تجادل عن المنافقين).تأزم الموقف, ورقص الشيطان طربا, وتمايل ابن أبي فرحا, سائت الأحوال واختلت, ونقصت الأفعال واعتلت, وزاد الغم, وفك المضغم, ووقعوا في تعسير, وكادت تشب فتنة تجعل الجمع جمع تكسير, غليان في النفوس, هيجان واضطراب, ابن عبادة اجتهلته الحمية, فقال كلمة خطيرة دفاعا عن رأس النفاق في ساعة غضب نسي فيها نفسه, وأسيد يطلق أخرى غضبا لله ولرسوله, ينسى فيها نفسه فيقتحم نية سعد وقلبه زضميره, ويبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم الشامخ العالي في السبسب الأرحب, على المنبر يقتل الفتنة, ويعيدهم إلى الصواب والحكمة. سعد ملئ السمع والبصر, وأسيد ملئ السمع والبصر, الأمر لا يتحمل فجوة أو جفوة. فيا سحر فرعون ماذا تقول, إذا جاء موسى وألقى العصا؟ لم يزل يخفضهم حتى سكتوا, ونطقت الحكمة, ونزل والألم يعتصر قلبه. وحال كل أحد من صحبه: ياهول ذالك من مرأى شهدت.........وقد وددت لو كنت أعمى لا أشاهد عائشة يال عائشة! كاد الحزن يهلكها, لا يرقأ لها دمع, ولا تكتحل بنوم, غصص تكاد تفيض منها نفسها, ويكاد يخرج قلبها من صدرها. أقبل صلى الله عليه وسلم بعد المشورة إلى الحصان الرزان, يطلب شافي البيان. فجف ماء العيت في موقها, واحتبست أواه في قلبها, وانفجرت من صدرها كالبركان قول نبي الله يعقوب, وقد نسيت اسمه لعظم الأحزان قائلة: (والله لا أجد لي ولكم مثلا إلا قول أبي يوسف: (فصبر جميل. والله المستعان على ما تصفون)). ثم تحولت واضطجعت على الفراش, والله يعلم أنها بريئة. وفي النفس ما أعيا العبارة كشفه...........وقصر في تبيانه النظم والنثر جاوز الماء القلتين, وتلاطمت أمواج الحزن في الحرتين, وتيمم الموج الصعيد الطيب, وغشي النبي صلى الله عليه وسلم ما غشيه, وتحدر العرق من جبينه الطيب, ونزلت آيات براءت الصديقة وبيت النبوة الطيب. كعرف البان مع نف الورود ...........وطيب المسك مع أنفا عود انشرحت الصدور, وامتلأت بالحبور, وتابدلت الشرور بالسرور, وفضح الأفاك المأفون, وتوعد بأعظم الشرور: (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرر حكما من آيات سورة النور لا يزول, مفاده أن عائشة رمز الطهر العفة, ومن قذفها بعد فقد كذب الله وكفر, وقد تعدى واستاطل واجترى, وخاض في بحر الهلاك وافتر. خرج صلى الله عليه وسلم من أعظم معركة نفسية خاضها منتصرا, كاظما آلامه, محتفظا بوقاره, لم يؤثر عنه كلمة تدل على نفاذ صبره, أو ضعف احتماله. فما ارتاب بدر من تكلب نابح ......... ولا ارتاع ليث من طنين ذباب وكل أذيات عرته روافع لرتـ .......... ـبته عند الإله المعظم فلو كان يعرو التبر هون بعرضه........ على النار لم يعرض عليها وتجحم فأعظم بصبر المصطفى عند ضره, إنه صبر أولي العزم من الرسل, من أنزل عليه: (واصبر على ما أصابك). (فاصبر على ما يقولون). (فاصبر إن وعد الله حق). صلى عليه الله ذو الجلال........ وصحبه وحزبه والآل كان صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق صبرا فإذا المعالي أصبحت مملوكة .......... أعناقها بالصبر فهو المالك يتلقى الخطوب والشدائد بقلب لا يخضع للنوائب, وعزم تزول الراسيات ولا يزول, يفيض في كل قلب من عزائمه روح تعيد شباب النفس في الأهبِ, وأقرب مثال على ذالك وقعة أحد, ابتلى الله فيها المسلمين, وفضح المنافقين, ولقي فيها صلى الله عليه وسلم بأسا شديدا وهو كالجبل الأشم في وجوه المشركين. فثبير ذو الشرفات لا متزلزل............. لعواصف مرت ولا متهدد شج وجهه, وجرحت شفته, ووقع في حفرة وأصيبت ركبته, وكسرت رباعيته, وهشمت البيضة على رأسه, ودخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته, وسال الدم على وجهه فجعل يسلته بيده, ويصلي يومئذ جالسا لما به, ويحكي نبيا من الأنبياء أدماه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه وهو يقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. يُعْرَض التبر على النار فمن حرها........... يكتسب التبر التبر الصفاء ويصبر على قتل أصحابه ومقربيه, وعلى رأسهم عمه حمزة سيد الشهداء, أسد الله وأسد الله وأسد رسوله, وسيف يمينه, من يعدل الألوف عند ازدحام الصفوف, ويتقدم بالذات والأفعال, تقدم الأسماء على الحروف. لم يزل سداد ثغر فاتحا......... بالعوالي, كل ثغر مقفل. وقف على القتلى بعد المعركة ففاضت عيناه, وسالت دموعه على لحيته, وعظم حزنه حين وجد عمه حمزة ببطن واد قناة, وقد مثل المشركون به, جدعوا أنفه, وبقروا بطنه, ولاكوا كبده. أصيب المسلمون به جميعا هناك........... وقد أصيب به الرسول فلم يكن منظر أوجع لقلبه منه, بكى وأبكى من حوله وقال: لولى أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى يحشره الله من بطون السباع وحواصل الطير, لن أصاب بمثله أبدا, ما وقفت موقفا أغيظ إلي من هذا. وأصابه من قتل حمزة عمه ........... ما لو أصاب الشم كن صحارِ ثم دفن في نمرة كانت عليه لم تغطه كله, وذرفت أعين أصحابه عليه. فلو أنه فجعت حراء بمثله........ لرأيت راسي صخرها يتبدد ومر النبي صلى الله عليه وسلم بعدها بدار بني عبد الأشهل فسمع بكاء النساء على قتلاهم, فذرفت عيناه أخرى وقال: لكن حمزة لا بواكي له. عبرة حرا وقلب واجف......... ولهيب ومرارات جسام ملآن من حزن فليس لطرحة..........أو فرحة بفؤاده من موضع وتتوالى عليه الإبتلاءات والمواجع, والمصاب والفواجع, فلا تزيده إلا صبرا وثباتا, مستعصما بتالله جل جلاله, في كل عاصفة وقصف رعود. بعث سبعين من أصحابه قبل نجد للدعوة بجوار فارس شهير, فلما نزلوا بئر معونه, قتل زعيم تلك القبائل رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم استعان بمن حوله من الأعراب, فهجموا عليهم وأحاطوا بهم, فواجههم الصحابة وحالهم. أراوحنا مبذولة ودمــ ......... ـاؤنا مبذولة للواحد الخلاق للذود عن دين النبي المصطفى ............ عن عروة وثقى وعن ميثاق حتى وإن لم يبقى منا باقِ فقتلوا جميعا إلا واحدا, وبقيت أجسادهم الطاهرة في العراء, حتى هوت عليها طير تالسماء. وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم نبأ الغدر والخيانة, فحزن عليهم حزنا لم يكد يفارقه, وفي صبر وثبات قام يخفف الفاجعة على أصحابه بذكر رسالة أولائك الشهداء, وهم أحياء عند ربهم يرزقون, يقولون: بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا.أرج السعادة من ثراها ينفح. تسري الكواكب طالبات........... شأوها وتبت في بحر المجرة تسبح يقول أنس رضي الله عنه: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على أحد ما وجد على أصحاب بئر معونة. مصاب لو تحمله ثبير......... دعا ويلا وأتبعه ثبورا ولم نعهده في سراء حال ......... ولا ضرائها إلا شكورا ظل يقنت داعيا على الغادرين شهرا كاملا, ولم يفت ذالك في عضده, بل استمر في دعوته صابرا محتسبا, في طريق لا ترى فيها عوجا ولا أمتا. صلى عليه الله ذو الجلال............وصحبه وحزبه والآل كان صلى الله عليه وسلم أصبر الخلق. رفعت له في الصبر أشرف ...........راية فوق الأنام لمثله لم ترفع صبر على أذى المنافقين, والصبر عليهم مر, ولاكن لا حيلة معهم غير الصبر, لأنهم يزعمون الإسلام ويظهرون الولاء وهم عيون الأعداء, يتربصون بالمسلمين, ويتتبعون عورات المؤمنين, ويخططون في السر ويمكرون. لا خيرٌ ما في الكلب فيهم........... ولا ما في ابن حوى من نقاء الصميم كم شم المسلمون رائحة النفاق في لحن قول أحدهم, فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في قتله, فقال في صبر لا متنفس فيه: لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه. تزهوا بحسنها وبالجمال.............. تظيئ مثل أنجم الليالي وهاهو صلى الله عليه وسلم قد ركب حماره, وأردف وراءه أسامة, قاصدا عيادة سعد بن عبادة, فمر بمجلس فيه أخلاط من مسلمين ومشركين ويهود, وفيهم ابن رواحة رضي الله عنه شامة زاهية, وفيهم الجلف ابن أبي, ثاغية دنس الحاشية, في جنس الماشية, تغشاه من المخازي غاشية إثر غاشية. تراه يعطي الفعل حرف جر ولا يرى للمصدر انتصابه. فلما غشية المجلس عجاجة الدابة, خمر ابن أبي أنفه. بسوء مقاله شهد الزمان له صور الرجال, وما رأينا له قدرا, ولا وجها يصانُ. يقول: لا تغبروا علينا, ولما دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم وقرأ عليهم القرآن, قال: لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقا فلا تؤذنا في مجالسنا, وارجع إلى رحلك فمن جاءك منا فاقصص عليه. أتعجبون؟ لا عجب! إن الحمير لم يمِز بين التلاوة والنهيق فقال ابن رواحة بل اغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذالك. فما سعدت بغير هداك نفس.......... ولو ملكت كنوز العالمين بلبل غنى وثور خار, هل ترفض النغمة حبا في الخوار؟ فاستبوا وهموا أن يتواثبوا فخفضهم صلى الله عليه وسلم حتى سكتوا, ثم قام عنهم ثابت الجأش على ما اشتد من كبرى البلايا............إن فقد الصبر للإنسان من أعلى الرزايا ولم يزل رأس النفاق يتجرأ وينتقص ويصد عن دعوته. قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أتيت ابن أبي. فانطلق إليه وقد ركب حماره, انطلق المسلمون معه في أرض سبخة. فلما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم قال: إليك عني فقد آذاني نتن حمارك. سمج الجبلة بالنذالة مفرط............ويدور مثل أبي الرياح ويربط فقام رجل من الأنصار وقال: والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك. فغضب له زمرة من أصحابه, وغضب للإنصاري أصحابه, فكان بينهم ضرب بالجريد والنعال والأيدي, ورسول الله صلى الله عليه وسلم صابر صبر لا يقدر على مثله أحده, بيده القدرة على عقاب مثل هذا البغل غيره. أبت معارف صبره صلى الله عليه وسلم أن تتنكر, وصباح ثباته أن يجحده أوينكر, يستوقف صبره الطير ورزق بنيه في منقاره ولا يذهب وقاره. فحقق الله مراده, ونشر دينه, وقلل أعداءه وحساده. فلم نعرف له في الصبر قبلا ولم نعرف له في الفضل بعدا حوى همم الرجال فكان جمعا.........وأًفرد بالثبات فكان فردا عليه كوامن الصلوات تترا............ فلا ليلا تطيش ولا نهارا كان صلى الله عليه وسلم أصبر الخلق. دهته نوازل لو زُرن....... رضوى لما أبقين رضى أو شماما صبر عليه الصلاة والسلام على المشركين بالعهد المدني صبرا مختلفا عن صبره في العهد المكي, لأن صبره في العهد المدني, صبر في ميادين القتال والمنازلة, صبر على كلوم الرماح والسيوف والمجالدة, صبر ينفد معه صبر أولي العزم والقوة والمجاهدة, والصبر أمضى سلاح له, وأوقى مجنِّ. صاوره الباطل بسلطانه وأيده, وكاثره بجمعه وحشده, ودمدم بهزيمه ورعده, فوقف عند شرع الله وحده, يعد لعدوه العدة, ويفل حده. في ثبات أحد وحراء, وحركة البناء. لم ينفد صبره, ولم ينثني عزمه, وهو يخوض معركة إثر معركة, ويرسل سرية إثر سرية, حتى آتاه الله الفتح المبين, والعز والتمكين, وكل شرك تولى وانمحى, وغدت رايات هذا الدين تعلوا أينما ذهبوا, وجاءه النصر نصر الله واكتملت به الرسالات وانقادت له الحقب. صلى عليه بارئ العباد....... ما أمطرت سحب وسال واد كان صلى الله عليه وسلم أصبر الناس, تقع الشوامخ وهو راس راسخُ للصبر باب في الأنام ولم تزل.......... يمناه مفتاحا لذاك الباب صبر على اليهود أولي المكر والحقد صبرا عظيما لا نظير له, غيروا صفاته, وجحدوا نبوته, وحاولوا التخلص منه, وألبوا عليه الأحزاب, وأغروا المشركين به, وقالوا نحن معكم حتى نستأصله. همج من الأوباش والجرذانِ. (يقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا...... أولئك الذين لعنهم الله) لولا خداع ثيابهم, كسدوا في أسواق الحمير. صدوا عن دينه, وشجعوا على عداوته, وظاهروا عليه أعداءه, وبثوا الفتنة بين أتباعه, وحاولوا قتله غير مرة, غير مبالين بعهد أعطوه, ولا مقيمين وزنا لميثاق أبرموه, وهو صابر على خيانتهم وعلى ما يتوقعه كل لحظة من غدرهم ومكرهم. كمثلهم لم تعرف العصور.........في الغدر والخسة والفجور والعيش لا يطيب مع خبث الكلاب السود, والذئاب السحم لا يطيب, لو أن عيشا في الحياة طاب. ومن حارب الجبار أودت به الحرب, ومن راب يطفي نوره مسه العطب. أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجلى منهم, وأبقى من أبقى منهم, إلى أن حكم سعد ابن معاذ فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة, بقتل المقاتلة, وسبي الذرية, وقسمة المال. جزاء نقض العهد المبرم بينهم وبينه, ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله, فطأطئوا رؤوسهم كالحمر المستنفرة, بل كالدمى المسخرة, مندحرة معفرة, قائلة لو نطقت: إن للغدر والدسائس حدا, وعلى الباغي تدور الدوائر. وأسقطت قواعد عدوان اليهود في خيبر على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم, وسقط معها قادتها قتلى. أشائبٌ حمقى لا رجالٌ أكايسُ.........فذلت بحمد الله منها المعاطس وتمت تصفيت آخر معقل لليهود في الجزيرة, ولم يقم بعدها لليهود سلطان فيها ولن يقوم بإذن الله رب العالمين, ما جاءها غاز يريد هوانها.........إلا يرد على الهوان ويهزم وإن عدى في سوحها أجرب...... قلنا له في البحر طب الجرب كان صلى الله عليه وسلم أصبر الناس. تلفت إلى الآفاق شرقا ومغربا.........فلن ترى في أنحائها من يماثله حثى من بدُور الصبر في كل مهجة, فتلك التي تهفو إليه سنابله. لم يُسمع بأحد كان أصبر وأرفق وأرحم بأهل بيته منه, مع سمو منزلته عند الله وعند خلقه, جمعت له من عقد كل فضيلة درر تروق لغيره لم تجمعِ. في الصحيح أن عمر رضي الله عنه قال: كنا معشر قريش نغلب النساء, فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم, فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار. قال: فصخبت على امرأتي يوما فراجعتني, فأنكرت أن تراجعني. فقالت: ولما تنكر ذالك؟ فوالله إن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليراجعنه, وإن إحداهن لتهجره اليوم إلى الليل. قال: فأفزعني ذالك! فقلت: قد خاب من فعل ذالك منهن. قال: ثم جمعت ثيابي علي ونزلت إلى حفصة, فقلت لها: أي حفصة! أتغاضب إحداكن النبي صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل؟ قالت: نعم. قال: خبت وخسرت, أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله فتهلكين. أرأيت كيف انزعج عمر من مراجعة يسيرة راجعته بها زوجته! والنبي صلى الله عليه وسلم يقبل مراجعة نسائه, ويتحمل غضبهن حتى يهجرنه اليوم كله! وما ذالك والله إلا لعظيم صبره وخلقه الذي لا يحتاج إلى دليل ولا يُتطرق إليه بتعليل, ولا يُخاف على محكمه وارد نسخ ولا عارض تأويل, فقد صح من كل سبيل. هاهو يلاطفهن في القول, وكأن لم يصدر منهن شيئ ذو بال. يقول لعائشة: إني لأعلم إذا كنت راضية عني وإذا كنت غضبى.قالت: كيف؟ قال: إذا كنت راضية تقولي لا ورب محمد, وإذا كنت غضبى قلت لا ورب إبراهيم. قالت: أجل والله يارسول الله ما أهجر إلا اسمك. القلب منزلك القديم فإن تجد..........فيه سواك من الأنام فنحي كان صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه, فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام, فضربت التي كان النبي في بيتها يد الخادم, فسقطت الصفحة فانفلقت. فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصفحة, وجعل يجمع فيها الطعام ويقول كلوا, غارت أمكم, ثم حبس الخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها فدفع الصحيحة إلى الخادم وأمسك المكسورة في بيت التي كسرتها. صحفة بصحفة وكأن لم يكن شيئ. أحلى وأعذب من رحيق السلس............ تهدي إلى الملهوف عرف المندل جاء أبو بكر فوجد الناس جلوسا في باب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤذن لأحد, فاستأذن فأذن له, واستأذن عمر فأذن له. فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم جالسا واجما حوله نساؤه. فقال عمر: لأقولن شيئا أضحك به النبي صلى الله عليه وسلم, ثم قال: يارسول الله لو رأيت بنت خارجة وقد سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: هن حولي كما ترى يسألنني النفقة. فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها, وعمر إلى حفصة يجأ عنقها, كلاهما يقول: تسألن رسول الله ما ليس عنده. فقلن: والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ليس عنده أبدا. معبقة بأريج الورود ........... مسربلة بالحيا والندا هذا خير البرية, يصبر على أهل بيته, تظل إحداهن هاجرة له اليوم كله, تهجر اسمه, وتستطيل إحداهن بيدها بين يديه وتكسر الصفحة, وهو قادر على أن يفارقهن فيبدله الله خيرا منهن كما وعده ربه. وإن كل لبيب سيظهر له بجلاء لو أنه مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا سيفعل في مثل هذه المواقف, لاكنه صلى الله عليه وسلم خير الناس للناس, وخيرهم لأهله. شعاره خيركم خيركم لأهله, وأنا خيركم لأهلي. فله المحامد في الملا...........كالآي تتلى لا تمل ويمل وجه البدر............ في تم وهذِ لا تمل ============================= حثوا المطي فقد قضت أوطارها ........... واحدوا إلى هادي الخلال قطارها (لقد كان لكم في رسول الله أسوة) صلى الله عليه ذو الجلال........... وصحبه وحزبه والآل كان صلى الله عليه وسلم أصبر الناس. فلغير الله لم يحني الجبين ....... ولغير الله ما مد اليمين صبر في دعوته متمثلا أمر ربه عزوجل: (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل) , صبر صبر إبراهيم على نمرود في جبروته, صبر موسى على فرعون في كبريائه وعتوه, صبر عيسى على بني إسرائيل وقد أجمعوا قتله, صبر نوح على قومه قريبا من ألف سنة, صبر يعقوب على فقد يوسف وأخيه حتى ذهب بصره, صبر يوسف على كيد إخوته وسجن العزيز ومكر زوجته, صبر أيوب على الضر الذي مسه. فاجتمع له من دواعي الصبر ما حصل لمجموعهم من صبر على الدعوة كنوح, والإذاء كإبراهيم وموسى وعيسى, وعلى فراق أتباعه الذين هم بمنزلة أبنائه حين هاجروا إلى الحبشة كصبر يعقوب, وعلى أقربيه كصبر يوسف, وعلى سحر وسم وضر مسه كصبر أيوب, حتى غدت راية الإسلام خافقة من المدينة حتى الصغد والجند. قوة الإيمان تحيي فاعلمن...........ورد لا خوف عليهم فاقرأن ------------------- قلبه من لا تخف قلب سليم...........حين يمضي نحو فرعون الكليم ------------------- يا صبر هذا المبتدا........... فأين يا صبر الخبر ---------------- هل علمت أحدا تحلى بك كما تحلى.......كأني بك لو نطقت لقلت كلا وألف كلا -------------- فما في العالمين له جميعا.........نظير كان أو سيكون كلا الناس في الصبر هضب وهو أعالي الجبال ذو رتبة بعدت عن تنازع واشتغال بذل وسعه وطاقته وحطَمه الناس حتى صلى جالسا في آخر حياته, صدر من بعض المسلمين سوء معاملة له من غير قصد فصبر, مني بجفاء الأعراب جبلة وغفلة وجهلا فصبر, جبذه أحدهم بردائه حتى أثر في عنقه فأعطاه سؤله فصبر, وما كهر وما نهر, ورفع البآخر صوته عنده حتى نزلت: (لا ترفعوا أصواتكم) فصبر, وسمع من بعضهم ما يكره ولتأليفهم صبر, وجحد الأعرابي الآخر شراءه منه فرسه حتى شهد له خزيمة فصبر وما اكفهر, وصدر غير ذالك مما يحسن الصفح عنه, كتظاهر زوجيه علي فصبر, ما سمعت منه كلمة نابية, ولم تحفظ عليه بادرة أو لفظة جارحة. فكأنه فلك تلوح نجومه.........من دونه يدنو السهى والفرقد عليه أتم أصناف التحايا ........... وأكمل ما عليه به يُصلى وبعد إخوتي: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم! شمائله اغتذت جنات عدن وللإنسان فيها ما تمنى, منقولة محفوظة, كاملة غير منقوصة, وهي حجة على الخلق بالبيان العملي الحي مع البيان النظري, فهو الصابر المحتسب في كل حال, قام مقام اليتيم, والسجين, والمخرج من وطنه, ومن مات ولده أو زوجه أو عمه أو أبناء عمه, أو قتل خلص أصحابه بين يديه, قام مقام من أوذي واستهزئ وسخر به, ومن اتهم في صدقه وعقله وعرض أحب أزواجه إليه, قام مقام من وعك وعكا شديدا, وجرح وافتقر, فما جزع وما اكفهر. كَلِف بالسموِّ أنى تجلى..........شامخا في الجبال أو في الرجال فكان لنا منارا في خضمٍّ..........وكان حياً أغاث الظامئين فيا خدين الهم: قد خاب من حاد يوما عن محجته......... أما الذي هو عنها لم يحد فنجا ياسجين الغم أبصر واسمع...........من رسول الله لا تحزن وعِي ذالك سرى في قلبه فغدى...........الصديق صديقا به آن أن تقطف الزهر وتجني .......... ثمر الصبر من رياض الرءوفِ ذا صبره صلى الله عليه وسلم, بَيِّن مَهْيَع, يُثنى ويُجمع, ويُحمل منه ما قيس على ما يُسمع, يعلو على القمم الرفيعة والذرى ويحوم فوق مفارق الجوزاء, لم أبلغ فيه المراد, ولا وفى اللسان بما في الفؤاد, الجوارح تعتذر, والغد ينتظر, وما عسى يبلغ بياني فيه وقد راهن الجوزا فبزها, وتخطى مراقي الفراقد فطرحها إلى ما فوقها ونابذها, فلو أخرجت طير البلاغة من أوكاره, وقلت فيه بعيون الكلام وأبكاره, ما قظيت حقه بعد, ولا قلت إلا بالذي علمت سعد, ليت شِعري والله مثن عليهما عسى جهد قائل أن يقول, هو اللؤلؤ المكنون في صدف الصدف. عليه صلاة الله ثم سلامه.......... وآل وأصحاب به استكملوا الشرف بهذا الخلق سجل أتباعه محمد صلى الله عليه وسلم صفحات مظيئات. تشيع نشاطا في قوى الشيخ والفتى...........ويُغذى عليها الطفل منا ويرضع فوق الساء خيامها مضروبة............ فلخيلها مسرى هناك ومسرح حيث النجوم تعد من حصبائها...........والبرق منها بالسنابك يقدح وإني لأستنشي شذاها وعطرها ............. وأشدو لها من نشوة وأُوقعُ هذا أحد الراشدين, بل ثالثهم. ثالثهم عثمان ذو النورين........... ذو الحلم والحيا بغير مين بحر العلوم جامع القرآن .......... منه استحت ملائك الرحمن هاجر الهجرتين بأهله فصبر, ومرض زوجه رقية حتى ماتت, ومات عبد الله ابنه منها فصبر, ثم ماتت أم كلثوم, وانقطع بموتها صهره لرسول الله صلى الله عليه وسلم فصبر. وذي هي الدنيا وذا حالها, ما تبتغي ينأى ويدنو الذي عز, وإن العيش كر وفر. ما غيَّرت تبرا حرارة حرقه......كلا ولا أخفى الظلام الفرقدا حاصره الهمج الرعاع السفلة الأراذل الغوغاء, وتظاهروا وتآمروا وتنابحوا وتظابحوا, وعوت عليه كلابهم, تنبح أحيانا وأحيانا تهر, وتتمطى ساعة وتقدحر, منعوه الشراب من بئر روم وهو الذي اشتراها للمسلمين بخير منها في الجنة, وله دلوه فيها مع دلائهم, منعوه من الصلاة في مسجد نبيه, وهو الذي اشترى بقعة منه بخير منها في الجنة, وزادها فيه, وهو صابر مصابر يأبى أن يدفع عنه أصحابه, ويقول لا أكون أول من خلف محمدا صلى الله عليه وسلم في أمته بالسيف. يفتدي الأمة بنفسه وهو يستحضر بشارة النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة على بلوى تصيبه. قد صبر النفس على ما بها.......وانتظر الموعود من ربه ويرى في المنام رسول الله وأبا بكر وعمر يقولون: اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة. فأصبح صائما ونشر المصحف بين يديه, ودخل عليه السبئيون المجرمون (وقد أجمعوا أمرهم ومكروا مكرهم وعند الله مكرهم). فقال رضي الله عنه: بيني وبينكم كتاب الله. فأبوا وأعرضوا. صمت الآذان عن ذاك البيان........ضاع في ظوظائهم ذا الأذان وأهووا بالسيف على ذي الثمانين, فاتقاه باليمين فقطعت, ووالله إنها أول كف خطت المفصل المبين, ثم تناولوه بالسيف والمصحف بين يديه, لجري الدم على قول الله: فسيكفيكهم الله. ويلقى الله. فغدر مقتولا بغير جريرة......ألا حبذا ذاك القتيل الملهب قتيل شهيد مؤمن شقيت به.......نفوس أعاديه صبور مطيب ولقي الله وإنه ليحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن كله. وكان البحر فوق الأرض يمشي.......فعاد البحر من تحت التراب بهذا الخلق تلقت امرأة مسلمة خبر فقد ابنها وأبيها وزوجها وأخيها مع رسول الله يوم أحد, فلما نعوا لها لم تكترث, بل ظلت تسأل: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. قالوا: يا أم فلان هو بحمد الله كما تحبين. قالت: أرونيه!. فأشير إليه, فلما رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل!. كادت تسيل بلاغة وفصاحة في كل واد. حالها: قد أسكن الله في قلبي محبتَكم....تجلى همومي برأياكم وتنجاب على هذا الخلق كان العلماء رحمهم الله, يمتطون المصاعب والشدائد, في سبيل نشر وتحصيل علمهم وحداؤهم: للعلم فضل لا يحد ويحسب......يمظى المطي له ويطوى السبسب فهم منجم صبر وعلا.....بورك الهدي ويال المنجم ابن كثير وهو يؤلف جامع المسانيد, ما زل يكتب فيه في الليل والسراج ينونص حتى ذهب بصره معه, وصنف البخاري الصحيح في ست عشرة سنة, وصنف التاريخ في الليالي المقمرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم,والمسجد فراش عطاء عشرين سنة, وما فقد إبراهيم الحربي من مجلس علم خمسين سنة, ورحل ابن القاسم من مصر إلى المدينة وزوجه حامل, فأناخ بباب مالك إلى أن أتـاه ابنه الذي كان حملا حين رحل يسأل عنه وعمره سبعة عشر عاما. لا يطلب العلم إلا بازل ذكر. .....وليس يبغظه إلا المخانيث أسر الروم محمد بن عبد الباقي, فتعلم اللغة الرومية والخط الرومي والقيد في رجليه ويديه, وطوف بقي المشرق والمغرب على قدميه, ونشر السنة في الأندلس وقال: لقد غرست لهم غرسا لا يقلع إلا بخروج الدجال. وابن حزم يعلن مناه: مناي من الدنيا علوم أبثها وأنشرها .......في كل باد وحاضر وألزم أطراف الثغور مجاهدا.....إذا هيعة ثارت فأول نافرِ وهذا شغل الشيخ محمد الأمين الشنقيطي. ولي شغل بأبكار عذارى........كأن وجوهها غرر الصباح أراها في المهارق لابسات براقع......من معانيها الصحاح والعلم لا يدركه مولع......بلثمه الحسناء ذات اللثام وابن منده رحل في طلب العلم وعمره عشرون, ورجع من رحلته وعمره خمس وستون, فكانت رحلته خمسا وأربعين, لما عاد تزوج ورزق الولد وحدث بالكثير. صابر الصبرَ فاستغاث به الصبر.....فقال الصبور يا صبر صبرا ولولا اغتراب المسك ما حل مفرقا......ولولا اغتراب الدر ما حل في التاج ولا أنسى الشيخ ابن جبرين, عليه رحمة رب العالمين, سخر من عمره للدعوة إلى الله ستين, وكان يلقي ثماية عشر درسا في الأسبوع وهو ابن الثمانين, يصدق فيه فيما أحسبه: سعى فلما ظفرت بالمنى يمينه......ألقى العصا واستراح وصنوه الشيخ عبد الرزاق عفيفي نزلت به مصائب عظمى, فما تظعظع ولا شكى. أصيب بشلل نصفي وعفاه الله, وقتل ابنه أحمد في حرب رمضان مع اليهود, فتلقى الخبر في ثبات أذهل محبيه, وتوفي ابنه عبد الرحمن ثم عبد الله فجأة, وسافرت زوجه لمصر فمنعت من العودة مدة طويلة, وابتلي بتعطل إحدى كليتيه مع ضعف الأخرى مع الضغط والسكر, وهو صابر لم يثنه كل ذالك عن طلب العلم وتعليمه وإفادة الناس, غلأى آخر أيام حياته. تبار ك الله ماذا تبلغ الهمم.......ما زلت بالسمع أهواهم وما ذكرت أخبارهم قط ..........إلا ملت من طرب عسى الله في الجنات يجمعنا بهم.......فكل امرئ منا في ذالك طامع بهذا الخلق تخلق والدي رحمه الله فيما أحسبه, طيلة حياته. صبور شكور للمهيمن طائع, تعلق قلبه بمسجده ومصحفه, داوم على الأذان في مسجده ثنتين وثلاثين سنة, كان آية في ظبط وقته وبقائه في المسجد أكثر من بقائه في بيته, والبقاء بعد الفجر إلى ارتفاع الشمس ذاك ديدنه, حتى في يوم وفاته, فالمسجد بيته قبل بيته. فالله يجبر بعده الأحباب......والمسجد المحزون بابا بابا لم يترك قيام الليل في الحظر والسفر, والصحة والمرض, فحين أصابه مرض قبل وفاته بعام, كان يصلي على جنبه, وأدخل المشفى ليلة فقام يعتمد على الجدار حتى توظأ وعاد وقام قيامه المعتاد, وصبر وصابر على حفظ لسانه, فكلامه يكاد يعد في اليوم والليلة. فصيحا إذا ما كان في ذكر ربه....... وفي ما سواه في الورى كان أعجما أصيب في أقرب الناس إلأيه, ابنه الأكبر وأبويه وأخويه الأصغر والأكبر, وكسرت رجله وحم سنة كاملة, وانفجر فيه بارود بترت أصابع يده اليسرى على أثره, وأصيبت عيناه زضعف بصره, وبقيت بعض الحصى في جسده حتى لقي ربه. وما عهد عنه غير الصبر والحمد والإسترجاع والرضى, وزلم يحدث بذالك أحدا. لو كان في الموت يقبل فدية.......كان الفدى أهلي وأولهم أنا رب اسقي تلك الروح مس سحب الرضى.......واجعل لها جنات عدن مسكنا بهذا الخلق عاش أسد الصحراء بشهادة الأعداء, عمر المختار, يجاهد المحتل الإطالي, صابرا ثابتا, يعرف أعداءنا, عمالقة لا نهاب الردى, فقد كثيرا من رفاق دربه في ساحات الوغى فصبر, فقد المختار ابن شقيقه الذي هو بمنزلت ابنه فاحتسبه, وقال لمعزيه: كل مجاهد عندي بمنزلت ابن أخي. لقد سكنوا القلب حتى غدى........مثابا ولن يبرحوه ولن ظل الأسد الهصور يجاهد المحتل وينازله حتى أصيب ووقع أسيرا, قائلا ما فحواه: ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله. لا هُمَّ مالي غير محظ الرضى........ما أ،ا صخاب ولا غاضب وأتاه المحتل ببعض أصحابه, فلما رآه نظر له بحدة وقال: ما جاء بك. قال جئت بناء على طلبك, فكالرعد القاصف دو قائلا: ما طلبتك ولم أطلب أحدا ولا حاجة لي عند أحد. ما قال ذاك تكبرا. بل عزة في النفس......وهي سجية الرئبال ولما قيل لصاحبه كيف وجدته, فقال: متمثلا عليه ثياب لو تقاس جميعها......... بفلس لكان الفلس منهن أكثرا وفيهن نفس لو تقاس ببعضها ...........نفوس الورى كانت أجل وأكبرا ويا هول ما تلقى النفوس الأبية الكريمة, حين تظفر بها النفوس الحقيرة تالخسية, حكموا عليه بالإعدام, وهو ابن سبعين. سبعين لو ركبت مناكب شاهق......لترجلت هضباته إعياء حينما ترجم له الحكم, قهقه قائلا: الحكم حكم الله لا حكمكم المزيف. حاله: وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله . وتقدم على مشهد من قومه يردد: أشهد أن لا إله إلا الله. فسرت برياها الصبى والشمأل........فمكبر لسماعها ومهلل ولقي فيما نحسبه رب البرية, في أسمى وأعلى معان الحرية, وحاله: مذ عرفت الله لم أظعف لمخلوق ولم......أرتجي من غير ربي مددي أيها القاتل يومي بؤ به.......أنت لا تقوى على قتل غد بهذا الخلق ظل ابن تشفين مجاهدا صابرا مصابرا لعشرين, حتى وحد دويلات المغرب الممزقة في دولة المرابطين. منا الزمان وخطبه يتعلم.....نحن الشفاء لجرحه والبلسم لما تسلط النصارى في أسبانيا وأروبا على المسلمين, استغاث ملوك الأندلس بابن تاشفين, فدعى إلى النفير, واجتمع له خلق كثير, وركب البحرؤ وعبر إلى البر. الخيل تصهل في المرابط حوله........هاتيك شيظمةوهذا شيظمُ وأعلن الفونس النذير في صليبيي أسبانيا وأروبا, فاجتمع له الكثير والكثير والكثير, فأخذه الزهو والغرور فقال: بهاؤلاء أقاتل الجن والإنس. ومن يغترر يخسأ......ويرجع بذلت فأرسل له ابن تاشفين: بلغنا أنك تمنيت أن يكون لك فلك تعبر بها البحر إلينا, فها نحن جزنا إليك وجمع الله بيننا وبينك. فغضب وأرسل رسالة يتهدد فيها ويتوعد. فلما وصلت الرسالة, قلبها ابن تاشفين, وكتب عليها ثلاث كلمات كالشهب المحرقة, يقول: الذي يكون ستراه. اعتلى ابن تاشفين ظهر جواده وهو في الثمانين. كأني بيه في الشرى واقفا.......تهاب العدى في الحصون دويه وبدأت معركة عنيفة, استدرجهم البطل المغوار في خطة ذكية, هجم على مؤخرة العدو, ونفذ إلى قلب جيشهم بكتيبة الأسود الأبية, ليقضي على ما لديهم من مقاومة صليبية بأيد حنيفية. عقدت تاج العز المعصوب........بخفض الصليب المنصوب وأجفل الفونس إجفال الران, وطفق إذا رأى غير شيئ ظنه رجلا بل رجال, ولاذ مقاتلوا الجن والإنس بالفرار تحت ظلام الليل, مع خمس مائة من الفرسان, هلك منهم في الطريق أربع مائة وما وصل إلى طليطلة معه سوى مائة. خفض الفاعل منه ونائبه......وقطعت عن الموصول صلته وفتح له باب الإستغاث والندبة......وذهل عن التمييز والنسبة وسال منه العرق, واشتد به الأرق, وحل بسويداه الفرق, وأدركه الغرق, فحلق رأسه ولحيته ونكس صليبه, وأقسم لا ينام على فراش ولا يقرب امرأة ولا يركب دابة حتى يأخذ بثأره. يجر ذيول الخزظي طالب رفعة......ألا فاعجبوا من طالب الرفع بالجر وهيهات ما استطاع ابن الكافرة أن يفعل شيئا, وقد تشتت منه الجمع, وأجري الدمع, وضعف بصره والسمع, صرف أسوأ التصريف, وذهبت منه أدات التعريف. وارتفع شأن المسلمين, وانخفض شأن الصليبيين, وبقي الإسلام في الأندلس مئات السنين, والمسلمون في نصر وتمكين. عاشوا أعزاء ملئ الأرض ما لامست........جباههم تربها إلا مصلين بهذا الخلق قام الربانيون الآمرون بالمعروف, والناهون عن المنكر, بصيانة سفينة الأمة أن تغرق في اللجة, فلم يسمحوا للشر أن يصبح عرفا مألوفا, أو سهلا يجترئ عليه كل ذي هوى, فدين الله هو دين الله, والخارجون عليه علوا أو سفلوا سواء. هاهو الغزالي. همة فوق السماكين ورجل في الصعيد.......وكذالك السيف في الغمد ويعلو كل جيد يصدع بمر الحق في بيان, سنجر حاكم خرسان, قائلا: إن رقاب المسلمين كادت تنقض بالمصائب والضرائب, ورقاب خيلك تكاد تنقض بأطواق الذهب والجواهر, اتق الله, وحضره عقاب الله وغضبه وبطشه. ولإعلاء راية الحق يمضي......لا يبالي بخائن أو جبان يقول قريبا من هذا لنظام الملك, ثم يقول له: واعلم أن هذه الكلمات لاذعة مرة قاسية, لا يجرؤ عليها إلا من قطع أمله عن جميع الملوك والأمراء, فاقدرها قدرها, فإنك لن تسمعها من غيري, وكل من يقول غير ذالك فاعلم أن طمعه حجاب بينه وبين كلمة الحق. بلغت المدية العظم.....وبلغ السيل الزبى كلمات يامعشر الإخوة: في مثلها أوذي وسجن أحمد, وجلد أبو حنيفة, وضرب مالك, وحبس شيخ الإسلام, وغيرهم من علماء الإسلام. لا يعبئون بحادث مهما دهى.......فهعم وما تلد الدواهي توأم والأمة اليوم تنحدر من هاوية لهاوية, وليس لها إلا الجبال الشم التي تصدع الرءوس بالحق, ابتغاء وجه الحق, وتقول لا عندما يعلن غير الحق. إن من يجبن عن لا رهبة........فهو لا يقوى على قول نعم أيها الجيل: مضى السلف الأبرار يعبق ذكرهم, فسيروا كما ساروا, على الدهر واصنعوا, احملوا دينكم بكل اعتزاز وثبات لا تخدعوا بسراب. (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة). (وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك) فالباب مفتوح لكل مسلم أن يقول ويفعل ما يعلم, ولا يجترئ على ما لا يعلم, والأعلم يقود من دونه, والأقدر يقود من دونه. إن لم ندع دعينا, وإن لم نبادر بودرنا, لنجتمع فنستمع فننتفع فنندفع, ونصبر ونصابر, والنصلح ما بيننا وبين الله, ليصلح ما بيننا وبين خلقه. وإذا صفت لله نية مصلح......مال العباد عليه بالأرواح أيها الجيل: ادرع بالصبر في طول الطريق. إن مر الصبر يغدو كالرحيق.....حين تحظى ببلوغ الأربِ الصبر الصبر, صارم لا ينبو, جواد لا يكبو, جندي لا يهزم, حصن لا يهدم, حجة في البلاء, زاد في الإبتلاء, وعظيمُ الجزاء, (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). (ليس يوزن لهم ولا يكال, إنما يغرف لهم غرفا بغير حساب), (من يرد الله به خيرا يصب منه). (وما يصيب المؤمن من حزن ولا وصب ولا هم ولا غم حتى الشوكة, إلأا كفر الله بها خطاياه). (من مات له صبي فاحتسبه, لم يكن له جزاء إلا الجنة). (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين), صبرا على طاعة الله, وعن معصية الله, وعلى أقدار الله, أسوة برسول الله, وطمعا فيما وعد به الله, (وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا). (وبشر الصابرين). وكل مصيبة عظمت وجلت .....تخف إذا رجوت لها ثوابا أيها الجيل: خذها من المختار, يخاطب بها الصحابة الأبرار, (إن من ورائكم أيام الصبر, للمتمسك فيه يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم). قالوا: يانبي الله أو منهم؟ قال: (بل منكم). أشهى إلى المظنى العليل من الشفى.....وألذ في العينين من غمظ الوسن فصبرا ومصابرة, وفرارا إلى الله, (واستعينوا بالصبر والصلاة) وافزعوا إلى بيوت الله, مع رجال: (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله). خير الدنيا والآخرة مرتبط ببيت الله, أحب البقاع إلى الله أرواحنا تتلاقى فيه خافقة......كالنحل إذ يتلاقى في خلاياه تلك البقاع لا تبغي بها بدلا.......فما سواها وبي منتن وخمَ أيها الجيل: من أحلك الساعات يبلج السنى......ولرب خير جاء من قلب الأذى لإن عاث العدو وأفسد, وحصد الأخضر واليابس, وأهلك الحرث والنسل, فالورد يبقى وسط الشوك, والمعدن يلمع بلمس النار, والمخاض قبل الولادة. (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم) .(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) والتاريخ مع هذا واعظ أمين, دخل الصليبيون بيت المقدس, فارتكبوا ما لا ترتكب أكثر منها الشياطين, قتلوا الأئمة والعلماء والمجاورين, وعطلوا الجمعة والجماعة لواحد وتسعين, وظن اليائسون أن لا عودة له إلى حظيرة المسلمين, ويولد محرر القدس بعد احتلاله بتسع وثلاثين, ولما بلغ الأربعين من عمره دخل المسلمون بقيادته بيت المقدس فاتحين, وجاء الحق وبطلت الأباطيل, وأذن المؤذنون وخرس القسيسون, (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين). وما هي من اليهود الظالمين اليوم ببعيد, الأيام دول, ويوم لنا ويوم علينا, والعبرة بالنهاية والنهاية لنا, وإن إستأسد ثعلب أو استسر بغاث. فالفجر من رحم الظلام سيولد, ويصحوا من نام, وينهظ من كبى, ويتحقق وعد الله (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) فبناؤنا باق وإن طافت به.......... ريح وأجلب حوله التنين لو دام ظلم في الحياة لظالم........لأقام فوق صروحه فرعون لاكنها حقب قصار تنمحي......ويطل فجر باسم ويبين فجذورنا أحد وبدر وخيبر....... والفتح يعلو شامخا وحنين وبشائر الإسراء فوق رؤوسنا.....تمضي بنا والوعد والتمكين نحن الذين رؤوسهم لا تنحني.....إلا لخالقها ولا تستسلمُ لا تقولوا حارس الثغر رقد, لا تقولوا عقمت أمتنا واستنسر فيها بغاث الطير والعزم خمد, أنا لا أنكر أن البغي في الدنيا ظهر, والظمير الحي في دوامة العصر انصهر, غير أني لم أزل أحلف بالله الأحد, أن نصر الله آت وعدو الله لن يلقى من الله السند, لن ينال المعتدي ما يبتغي في القدس ما دام لنا فيها ولد, لا ينقصنا عدد, لو بصق كل مسلم بصقة لأغرقنا يهود العالم, ينقصنا الإيمان أن نكون مع الله ليكون معنا. فأرسل شعلة الإيمان شمسا.......وصغ من ذرة جبلا حصينا وكن في قمة الطوفان موجا......ومزنا تمطر الغيث الهتون فأنت العطر في روض المعالي, وأنت نسيمه فاحمل شذاه ولا تحمل غبار اليائسين. أيها الجيل: ما جرد الصمصام ذو همة.......عند اعوجاج الأمر إلا استقام هذه وصية ملك يؤثر السلم على الحرب لولده, يقول فيها: يابني من رغب في السلم استعد للحرب. نعم! إن أفضل ظمان لردع المعتدي إيحاءات القوة, وقد أيد الإسلام ذالك بقوله: (وأعدوا لهم ما استعطتم من قوة) وإن طالت المدة, في إعداد العدة, لنقطع الطريق على متهور ناقص في علم أو قاصر في تجربة, ونرهب عدو الأمة. ما شمر الليل عن ساقيه منهزما........حتى رأى الصبح مثل السيف مخترطا والأسد إن أخلت عرين الحمى.......أضحى بها الثعلب يستأسد إن ظَيْما يعلو ولا يشمئز له ظمير, ولا تثور له نخوة, حري أن يطئ بمسيسه الأنوف, وليس بعد ذالك من بأس أن يقال كما قالت أم عبد الله لابنها لما سقطت قرطبة فبكى: ابك مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال. أيها الجيل: كم ميت بعث الدنيا وعاش بها. ما كل من ظمه قبر بملحود......وخاملِِ ما لآثار الحياة به سوى ورود اسمه بين المواليد كل صورة من صور خدمة الدين, داخلة أصالة أو تبعا لمعنى الجهاد في سبيل الله, فعلى كل ذي ولاية, أو صاحب قلم, أو لسان, أو مال أن يسخر طاقته في مناصرة دينه وقضايا أمته. تباََّ لمن يرى أخاه محاصرا يكاد يهل, وهو يستطيع رفده فلا يمد له يدا, إذا شبت النار في الدار, فالغفلة عنها عار. متى تستيقظون فقد رماكم......بأقصى ما لديه الثعلبان أعاديكم قد استطالوا على ......إخوانكم وبه استعانوا فلا عجب إذا احترقت بيوت......وسال على الرصيف الأرجوان إن على كل مسلم تبعة ومسؤولية أن يبذل ما في وسعه, بماله, بلسانه, بقلبه, يشحذ همة, يحرك عزيمة, يستنصر مولاه, وإلا يكن, فاليتعفف عما لا ظرورة له. لا يعين المسلم الصادق أعداه عليه, قاطعوا من باعكم واختار من يقتلكم وتولاه وتابع, قاطعوا كل العبارات التي علبها إعلامهم, والتهمناها كما نلتهم الوجبات, غشونا وسموها سريعة. قاطعوهم..... كل طفل قتلوه, أو جريح جرحوه, هو خصم لكم يوم لقاه, أنتم ناصرتم من جنَّد الجند ومن قدم للخصم المدافع, قاطعوهم إنما الحر المقاطع, وسيبقى العبد عبد البطن والشهوة خانع. إن أعداءنا تحت أي شعار إنما يحاربون الإسلام نفسه, ولن يرضوا في حال الإستجابة لضغوطهم بغير الكفر, هذا قول الله: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم),(ومن أصدق من الله), فافقهيها أمتي والقول والفعل ارفعي, ثم اصدعي, ألف كلا ثم كلا, صرخة المسلم من نجد إلى تطوان غربا, فبخارى وسفوح الصين شرقا فالمكلا, ألف كلا, ثم كلا كل حل ليس في القرآن والسنة لا . أيها الجيل: شعورا بالجسد الواحد, من لم يهتم به فليس منه, نحن مهماجارت الأحداث جسم صامد لا تعرف الأرض قعوده, لحمة شامخة ترتد عنها عاصفات الموج والريح الشديدة. إذا ألمت بتركستان نازلة......باتت لها راسيات الشام تضطرب وإن دعى في ثرى الإيغور ذو ألم.......أجابه في ذرى فاران منتحب أمة واحدة مهمى تناءت أرضها تجمعها روح العقيدة. أيها الجيل: فر إلى الله بالطاعة, مع أهل الطاعة, في بيئة الطاعة, (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه). اصبر مع القوم نفسا والتزم أدبا.......لا تعد عيناك عنهم لا يصبك عما أيها الجيل: وأيام الحداثة فاغتنمها......ألا إن الحداثة لا تدوم اصبر وصابر, واعمل عملا تزدان به صحيفة كسبك, وإلا, فوجودك عدم, وعقباك ندم. إن لم تزد شيئا على الدنيا.........كنت عليها زائدا فالمرءوالسيف ما لم يبديا أثرا.....حي كميْت ومسلول كمخمود أيها الجيل: لا صاحبتني يد لم تغني ألف يد.......ولم ترُد القنى حمر الخياشيم إن الصبر على صعود الآكام , وهبوط الغيطان, في ابتغاء الرزق الحلال على مشقته, خير وألذ من القعود بين الحيطان, وأكرم من سؤال بني الإنسان. كد كد العبد إن آثرت أن تصبح حرا......لا تقل ذا مكسب يُزري سؤال الناس أزرى أيها الجيل: الصبر ضياء, وسلاح المؤمن الدعاء. إذا حل بك الأمر فكن بالله لواذا......وإلا فاتك الأجر فلا هذا ولا هذا أيها الجيل: إحذر الأقفاص! لا تستجملي الأقفاص يوما......ولو من ذهب الصقر لا يهدأ في الأوكار........ ولا يحاكي الصعو والحبار. إن حكى صعوك صقر كاسر.....فهو كالصعوة واه خائر الحرية الحرية, صبرا ومصابرة, أعدن رونقها إن لم يكن وابلا يا أيها الجيل بطل, والحرية الحقة في تمام العبودية والحب والتعظيم لرب البرية. من يظئ في قلبه إيمانه......فهو حر وبمولاه علي يمسك الدنيا ولا تمسكه, يملك الأرض ولا تملكه, وفي ظل الحيدة عن هذا المفهوم, تذوب الطاقة وتنمحي, وتعم الفسولة وتسري, وتنعدم الثقة, وتسقط الهمة. فإذا ما جد الجد لم تجد سوى قنّ مفلول الحد, لأنه ربي تربية العبد, فلا يجد نفسه إلا في القيد, والقيد في روحه قبل الرجل واليد. تطلقه للكر! فيفر لأبواب الحظيرة متضرعا لحراسها أن يفتحوا له الباب, يصفع ويلقى خارج الأعتاب, فيعود مزاحما على الأبواب. قد ألف الهوان والتباك. كعوسجة جدرتها الرياح.....كسادسة فوق كف أشل وتحت نعال الأعادي قبل. أدرك عنترة قديما, لما قيل له كر, قال: إن العبد لا يحسن الكر والفر, ولاكنه يحسن الحلب والصر, فهم وليه الدرس فقال: كر , وأنت حر. فكان كرارا لا يفر. إذا هجته هجت ليث الشرى......إذا هجته هجت على إثره مسبعة ============= لا تسقني ماء الحياة بذلة......بل فاسقني بالعز كأس الحنظل هذا قطز! استرقه التتار, وبيع بثمن بخس, وبعمق إيمانه وتضحيته وعبوديته وهب المسلمين الحرية الحقيقية, فكانت نهاية التتار الذين استرقوه على يديه بالجهاد, إذ دمر في عين جالوت جميع جيشهم وأباد. من يسمى الحر من بين السقور......لا يطيق الأسر من بين الطيور وبالمقابل فإن المستعصم بالله, آخر ملوك بني العباس, وهو في الذؤابة من النسب, كان عبد الفعل في الحقيقة. قرب ابن العلقمي, وترك الجهاد, ورضي بالذل بمشورة الرافضي, فما أحسن الدفاع عنملكه, وما أحسن الموت بكرامة, سلم بغداد للتتار, وسلم نفسه للجزار, ليقتل رفسا بالأقدام, إمعانا في الإهانة والإذلال, ولا غرو! فمن صحب الغربان فلا بد أن ترى ......على رغمه لحم الحمار له طعما والنصر لم يحرز بأشباه الرجال ولا العبيد, ولن تتحطم سلاسل الرق وأصفاد الذل والصغار, إلا بطعم الإيمان والصبر واليقين. والصبر مر لا يتجرعه إلا حر......... وإن الحلو حين يضر مر يا أيها الشاهين, عشك ليس في قصر الملوك, لو كنت شاهين الجبال حقيقة ما روضوك, فارجع لنفسك. لا تقل أصلي وفصلي أبدا.......قيمة الشاهين في أخلاقه أيها الجيل: عار على الأسد الغضنفر أن يرى.........ظبع الفلاة تسفه الأشبال (قوا أنفسكم وأهليكم نارا), كلٌّ في أسرته ومجتمعه, على ثغر, ياعار من أتيت أسرته أو أمته من ثغر يقوم على حراسته. لقد شن المنافقون حملة شعواء, وحربا ضروسا على عفاف النساء. وجعلوا أول همهم نزع الحجاب, ليهون بعده ما أرادوا من فساد, وما هم إلا من عرفناهم بالأمس. وإن غيروا خيلهم والخَوَل, فعبد الخنى نفس عبد الخنى, وإن عصرن الشكل واسم الحلل. وباء يذكر بقول أبي العلاء: ماخص مصر وبا وحدها........بل كان في كل أرض وبا ينبحون من كل قناة ووسيلة, مشككين في مشروعية الحجاب, منكرين تغطية الوجه نكيرا تتوهم منه أن تغطية الوجه فسق وكبيرة, بينما حاصوا حيصة الحمر, عن الحديث عن كشف السيقان والشعر والصدر والنحر, وعن الكاسيات العاريات ومن استحق اللعن, كالنامصات والمسترجلات, فعندهم: مباح أن ترى فخذا ونهدا........ويحرم أن ترى وجها مصونا وتلك وجوه أراق النفاق ملامحها, وأضاع الأنوف. ويال عجز الأخيار, مع جلد هؤلاء الفجار. وإنما يقوى الباطل بسكوت الأبرار. يا أيها الأخيار قد نطق الرويبظة الحقير ولا أراكم تنطقون, أعجزتم حتى عن الشكوى فما أدري بأي مصيبة تتألمون. واقعنا يحتاج لمراجعة وتصحيح, إن كنا نريد أن نعطي اليهود والنصارى والمنافقين صورة متسامحة عن ديننا كما يزعم بعض منهزمينا, فوالله لن يرضوا عنا حتى نكفر كما كفروا. ومقتل مروة في ألمانيا بسبب حجابها شاهد حي, من شواهد. فالحقد في أهل الصليب يلوح.......ذبحت بلا ذنب سوى إسلامها فحاجبها يا قومنا المذبوح فلما نعطي الدنية في ديننا ونحن قوم أعزنا الله بديننا؟!. أي ورثة الأنبياء, علماءنا الأبرار, هذ مآقي أمتي ترنوا لكم, وتكاد من دمع المواجع تغرق. دفاعا عن عفاف المسلمات, كدفاعكم عن أقدس المقدسات. بقوتكم يقوى الناس, وبدونها لا كان يقتدي الناس, ويتبلد الإحساس, ويظفر الخناس, والنسناس بظبية الكِناس. من غيركم للجيل, يهديه للسبيل, يقول ابن الوزير, ووارث البشير: من ترك الذب عن الحق, خوفا من الخلق, أضاع كثيرا, وخاف حقيرا. وفي الصاب شهد, وفي الشهد صاب, وفي الباني ماء ومنه اصطلي, وقد يكمن الشر في ما ارتضيت, وقد يكمن الخير فيما قليت. أيها الجيل: تصبر إذا ما الأمر صعب فإنما.......يلاقي نجاحا من يكون صبورا اشكو بثك وحزنك إلى الله, وتصبر! ومن يتصبر يصبره الله. فإن ضيقت أمرا زاد ضيقا.......وإن هونت ما قد عز هان فلا تهلك لشيئ فات حزنا......فكم أمر تصعب ثم لان ومن ضاق ظرعا بالحياة فإنها.......تضيق به وهو الكليم السمَيْدعُ وبعد أيها الجيل: تلكم صافنات جياد, من صبر خير العباد. ومن يربط الصافنات الجياد......فما النفع فيها بأن تصهلا ولاكن بأن يعتلى ظهرها......ويغزى عليها ببطن الفلا تصبح قوما على غرة.......وقوما تباشرهم في المسا وخلاصة القول معشر الإخوة: (لقدكان لكم في رسول الله أسوة). قسما برب التين والزيتون........ومنزل الإخلاص والماعون قسما برب العاديات وبالضحى........والكهف والإسرى وسورة نون إن الخلائق دون هدي محمد....... عمي كعين ما لها من نور فخذي يا أمة الأمة كنزا.......وامنحي منه عراقا وشآما وامنحي منه قريبا وبعيدا......وانشري منه على الأرض منه السلام هذا ما وسعه الوقت الضيق, وقد ذهب الشباب الريق, وشاخ البزي الأشهب, وعتاد العمر ينهب. النشاط قد طوي منه النصاب, ولعلي أسرجت الجواد لراكبه, ومهدت الطريق لمن يبغي المنار به. هذا هو الجادي, يا زينة النادي, أرِج الكون بريا طيبه, وروى عن طيبه نشر الخزامَ, وسرى في الأفق منه نسمة, فشممنا شيح نجد والبشامَ, زانت شمسه الفلك, وجلت أنواره الحلك, وفتح الأبواب وقال هيت لك. فاغنم روضه, وانصب الخيمة, واضرب الأوتاد, واعقد الأطناب, وانشق الأرج, وارفع الحرج, وارتقي بالفرج, وتجاوز اللوا والمنعرج, واعلُ رباه, وانعم بصباه, واكرع في حياظه, وارتع في رياضه, واحدو في غياظه. من أين ياريح الصبا هذا الشذى......إن كان من حي الحبيب فحبذا ذا ووداعا فوداعا وإلى......ملتقى إن لم يحل من حائل يارب أسكنا فسيح جنتك, والنر نجنا منها برحمتك, واغفر لنا ما كان من ذنوبنا, وزين الإيمان في قلوبنا. والحمد لله على الأنعامِ.......بنعمت التوفيق والإتمامِ والأجر والأخلاص في الأعمال......نسأله من صاحب الأفضال فكل شيئ فهو منه وإليه, والخير لا نرجوه إلا من يديه. ثم الصلاة والسلام الأبدي....... على النبي الهاشمي محمدِ والآل والأصحاب أجمعين.......يارب وألحقنا بهم آمين يارب وألحقنا بهم آمين وتقبلوا تحيات إخوانكم في: منتدى فرسان السنة::::::خير الناس أنفعهم للناس http://www.forsanhaq.com

حوار مع البحاثة جمال الدين الشرقاوي شعاري: ((العودة إلى الأصل بفكر العصر)) الآراميّة مفتاح قراءة رسالة المسيح في الأناجيل العمل الجماعي .. ضرورة العصر! المفاجأةثم المواجهة .. هكذا نهزم التنصير! واقع دور النشر .. وغياب الدعم المالي .. وفقدان المؤسسات الدعويّ المتخصصة .. تلك بعض معالم الأزمة! - البطاقة الشخصية للأستاذ جمال الدين شرقاوى ؟ عميد مهندس ( بالمعاش حاليا ) تخصص كهرباء ومعدات طائرات . مواليد 1944 م . هوايتى الحالية هى البحث والتنقيب عن الجديد المفيد فى الأصول الإسلامية والمسيحية . - كيف بدأ اهتمامك بدراسة النصرانيّة؟ منذ الستينيات من القرن الماضى ، أثناء حرب الاستنزاف مع العدو الإسرائيلى . كان معى من رفقاء السلاح مسيحيين ( ولا أقول نصارى للفارق الكبير بين الكلمتين ) ونحن على الخطوط الأمامية من جبهة القتال ، فكنت أتساءل عن مصير مَن يموتون منا ( كانوا يقولون لنا شهداء مع أن بيننا مَن ليسوا بمسلمين أصلا ..!! ) وكنت فى تلك الآونة قد تتلمذت على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه ( ابن القيم ، الذهبى ، ابن كثير ، .. الخ ) رحمهم الله تعالى وكنت أعلم جيدا معنى الشهادة فى سبيل الله وموجباتها . وحوالى نصف آيات القرآن الكريم تتحدث عن أهل الكتاب وبنى إسرائيل وعن اليهود والنصارى والمجوس والمشركين ، فلِمَ لا أقرأ عن هؤلاء الناس وأعرف عقائدهم من كتبهم . وبدأ الانقلاب فى الفهم والقراءة عقب اكتشاف مخطوطات قمران ونشر مكتبة نجع حماد ووجدت الفرصة سانحة لمعرفة لغات هذه الكتب التى كانت مخفية فى باطن الأرض من قبل ظهور الإسلام . وعرفت أن لغة المسيح وقومه فى فلسطين كانت الآرامية ، فحاولت أن أتعلمها فاقتنيت كتبها وهى باهظة الثمن لأنها أجنبية ولم تترجم إلى العربية حتى الآن . ووجدت أنها نفس اللسان الذى نتكلمه فى حياتنا المعاصرة ( حوالى 70 % من المفردات ) ولكن بعيدا عن المدن الكبيرة . ولكن لا يمكننا قراءتها لأن الخط والرسم وقواعد قراءتها ليسو كالعربية . وشدنى الموضوع كثيرا ..!! - ما هي الشخصيات أو الكتب التي أثرت فيك؟ أهم الشخصيات التى أثرت فى عن طريق الاطلاع والقراءة : التأصيل للمنهج السلفى : كان شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه ( ابن القيم ، الذهبى ، ابن كثير ) . التأصيل لأصول الدين : كان الإمام الشاطبى فى موافقاته واعتصامه . اصطياد الأفكار من واقع الحال : كان أبو الفرج الجوزى . تلك العناصر الثلاثة التى انطلقت منها فى بناء منهجى الخاص فى الدراسة ( العودة إلى الأصل بفكر العصر ) . - رغم أنّكم من أغزر الباحثين في النصرانيّة تأليفاً؛ إلاّ أنّكم غائبون بصورة تامة عن الواجهة الإعلاميّة , رغم وجود قنوات فضائيّة إسلاميّة كثيرة في الساحة؟ أخى الكريم .. العمر قد مضى وليس بباق فيه الكثير ، وعندى مادة علمية جديدة كثيرة تحتاج إلى نشرها بين الناس ، وليس الظهور على الناس من وسائل الإعلام غايتى ، فيكفى أن يظهر فيها مَن ينقل فكرى من خلال كتبى . ولقد حاولت جاهدا أن أنقل منهجى إلى البعض ولكنهم كانوا يرونه منهجا صعبا ( إلا القليل منهم ) ، ويقولون لى طبيعة المواجهة تحتاج إلى التبسيط فى مخاطبة العامة . وكنت أقول لهم لا داعى للتبسيط والتسطيح فللعامة أناس وهم كثير ولنا العلماء نستحوذ عليهم بمنهج التأصيل ولغة الأصل . وهناك محاولات كثيرة فى هذا المجال ولكننى أقول لمن يقول لى ذلك خذ كتبى واشرح منها وقم بعمل )ملتى ميديا( بصوتك ولكنهم لا يفعلون . - يعتبر الأستاذ جمال الدين شرقاوي أكثر الباحثين المتخصصين في دراسة النصرانية تنويعاً في أبحاثه, فهو يتناول في كتبه مواضيع متباعدة, ما السرّ في ذلك؟ أخى الكريم .. أنت تصر على كلمة نصرانية مع أنك قرأت كتبى ـ على ما يبدو ـ وعرفت عمن أتكلم وأكتب ..!! ليس هناك سر فى اختيار الموضوعات التى أكتب عنها ، ولكنه المنهج الذى التزمت به أمام نفسى وأمام الله : ألا أكتب إلا فى الجديد ، وما قاله علماؤنا وكتبوه فى كتبهم فيه المراد لمن أراد الاكتفاء ، فكيف أنقل عنهم وألخص وأشرح وفى النهاية أضع اسمى على تلك الكتب والأبحاث فأين الأمانة العلمية ..!؟ والجديد كثير سواء فى المسيحية والنصرانية والإسلام ( العودة إلى الأصل بفكر العصر ) . - العلامة الخاصة للأستاذ شرقاوي في كتبه, والتي تميّزه بصورة ظاهرة عن بقيّة الباحثين, هي اهتمامه بالتعامل مع نصوص الأسفار المقدّسة عند الكنيسة في لغتها الأصليّة, فما هو وجه التركيز على هذا الجانب؟ أخى الكريم .. إنه الإسلام الذى علمنا ذلك وإن تناساه الدعاة إلى الله . كيف تكتب عن قوم لا تعرف لغة كتابهم ، وكيف ترد الناس إلى أصول دينهم بدون معرفة لسانهم وقبل الانغماس فى ترجمات النصوص وهم مختلفون فيها كثيرا . لقد أمرنا الله تعالى أن نرد مواضع الاختلاف إلى الأصول ( فردوه إلى الله والرسول ) . إنَّ الرد إلى الأصول ( عندهم ) عند التعامل مع النصوص الكنسية من أكبر عوامل النصر فى ذلك الميدان . لأن أصولهم بلغاتها الأولى فيها الكثير من الحق وفيها نجد التقارب بيننا وبينهم . - يختار جلّ الباحثين المسلمين, التركيز على الجانب المحكم في نقد النصرانيّة؛ كالردّ على عقيدة التثليث والصلب وإثبات التحريف, ويختار الأستاذ شرقاوي الخوض في القضايا التي تحتمل الاجتهاد داخل المنظور الإسلامي نفسه؛ كالحديث عن جنّي بولس وماهية الإنجيل وصرخة المسيح .. فما هو السرّ لهذا الاتّجاه في التأليف, وما هو مدى الحاجة إليه في هذه الفترة؟ أخى الكريم .. ليست بقضايا تحتمل الاجتهاد حتى داخل المنظور الإسلامى كما تظن . إنها قضايا أصولية تهدم الفروع وما شيدته الكنائس عبر القرون . وسأضرب لك مثلا واحد مع أن الأمثلة كثيرة جدا .. يتكلم الدعاة ومتخصصى علم مقارنة الأديان عن التحريف وهم يظنون أنهم يوافقون كلام الله تعالى فى قرآنه ، القرآن الكريم يتكلم عن تحريف الكلم عن مواضعه ومن بعد مواضعه ، والمواضع التى تم تحريفها هى فى كتب إلهية منزلة من عند الله تعالى ولا يختلف فى تلك البديهية أحد من المسلمين . والتحريف فى التوراة واضح ولا يحتاج هنا إلى كلام . ولكننى أقصد التحريف فى الإنجيل الذى تكلم عنه القرآن الكريم .. فالإنجيل هو كتاب إلهى أنزله الله على خاتم رسل بنى إسرائيل وتلك بديهية لا يختلف عليها المسلمون . أين ذلك الكتاب الذى كان مع المسيح وأمر قومه أن يؤمنوا بما فيه من أحكام ..!؟ أين ذلك الإنجيل حتى نتكلم عن التحريف فيه ..!؟ لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله . فتكلمت عن الإنجيل فى أصولهم وبينت بالدليل القاطع أنه كان هناك إنجيل مع المسيح أمر قومه بالإيمان به . لقد فقد هؤلاء الناس إنجيل المسيح ، خلاف النصارى " إلا بقية من أهل الكتاب " كان معهم إنجيل محرف فيه أحكام ، طالبهم الله تعالى بإقامة أحكامه " وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه " . ومسيحيو اليوم ليس فى كتبهم ( العهد الجديد ) أحكام فلا حلال ولا حرام عندهم ولكن لائق وغير لائق ، وحتى تلك القولة لا توجد فى أناجيلهم ..!! مَن هم أهل الإنجيل هؤلاء ، وأين ذلك الإنجيل المطلوب الحكم بما أنزل الله فيه ..!؟ هل هذا الموضوع محل نظر عند المسلمين المتفكرين فى كتاب الله ..!؟ هل اسم الإله المعبود ( الله رب العالمين ) محل نظر عند المسلمين ..!؟ هل اسم رسول الله عيسى عليه السلام محل نظر عند المسلمين ..!؟ هل تبيان أصول رسالة المسيح محل نظر عند المسلمين ..!؟ هل الكلام عن يسوع بولس ترف وموضع نظر عند المسلمين ولم يتكلم عنه أحد قبلى ..!؟ هل كان مسيحيو العرب يعرفون يسوع قبل القرن العاشر الميلادى ..!؟ أخى العزير .. إن لى منهجا لا أحيد عنه وهو ( العودة إلى الأصل بفكر العصر ) وفكر العصر دائما وأبدا متغير فيه الجديد دائما الذى لم يبحثه القدماء . - ألا ترى أنّ التراث الإسلامي في باب مقارنة الأديان يعاني من كسل الباحثين في التعامل الواعي معه, وأنّ هالة قداسة زائفة قد ألقيت على اجتهادات بشريّة للعلماء السابقين, قد منعت الباحث المعاصر من التعامل العلمي معها؟ صدقت أخى الكريم .. فالباحث المسلم المعاصر فى مجال مقارنة الأديان يحتاج أولا ليعرف كيف يبحث وفيما يبحث ومنهجية البحث والتحليل والمقارنات و... الخ . فعلى سبيل المثال عندما يقرأ الباحث كتاب ( إظهار الحق ) لرحمة الله الهندى ، يجب عليه أن يعرف الظروف المحيطة بالمؤلف وعلوم عصره وعمن يكتب من طوائف المسيحية فى بلده . فهو يتكلم عن مسيحية المحتل لبلده الهند إنها مسيحية إنجلترا ، فهو لا يتكلم عن الكاثوليكية بطوائفها المختلفة ولا عن الأورثودكسية بطوائفها المختلفة ، إنه يتكلم عن مسيحية طائفة مسيحية بعينها ـ الكنيسة الأنجليكانية ـ انشقت على الكنيسة الكاثوليكية . ولكن الشباب المسلم لا يعرف كثيرا عن ذلك الأمر . وعندما يقرأ الباحث فى كتاب شيخ الإسلام " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " لا بد وأن يعرف عمن يتكلم شيخ الإسلام فلم تكن طوائف البرتستانت والكاثوليك والأورثودكس قد ظهرت فى عصره . أين الملكانية وأين اليعقوبية وأين النسطورية ، وما انشق منهم من كنائس وما ظهر من قوانين إيمان بعد شيخ الإسلام ..!!؟ إنَّ كل كاتب وليد عصره بما فيه من علوم وطباع وأحوال الناس ، ولا ننسى أن علماءنا كانوا يكتبون من خلال دولة للإسلام كانت الأولى فى العالم . أى كانوا يكتبون من موقع القوة والظهور على الدين كله . أمَّا الآن فلا يمكن أن نكتب كما كتب الأولون وأنت تعلم ما نحن فيه ..!! ولكننا نؤمن بأن حتى الحشرة الصغير قد تفعل ما لم تفعله الجن فقد أكلت منسأة حاكم الإنس والجن فى عصره . - ما أهميّة الأبحاث الفيلولوجيّة في دراسة الأسفار المقدّسة؟ تكاد أن تكون الباب الأوسع ليدخل منه دعاة الإسلام بدون منافسة تذكر من قبل علماء المسيحية مع تعديل مصطلح ( الفيلولوجيّة ) إلى إيتومولوجى ليطابق ما أكتب فيه وعنه . هذا العلم الذى نشأ عندنا وتوقف ، وكان آخر المشتغلين به هو العلامة اللغوى ابن فارس فى كتابه مقاييس اللغة وأنا أنصح المشتغلين بذلك العلم الجديد ظهورا فى الغرب وعلى يد المستشرقين ، أنصحهم بأن يدرسوا بعناية كتاب مقاييس اللغة حتى يتمكنوا من التأصيل اللغوى ومعرفة جذور الكلمات . فلساننا العربى هو نفس اللسان الذى تكلم به المسيح عليه السلام وقومه أقصد اللغة الآرامية . وعلى فكرة فإن اللسان عندى غير اللغة ، فاللسان هو المنطوق وهو هبة ومنحة من الله تعالى ، أما اللغة فهى الصوت المصور والمكتوب حسب قواعد وأصول وهى فعل بشرى . ومن هنا فاللسان يشمل عدة لغات والعكس غير صحيح . والقرآن الكريم لسان عربى مبين ، أما الآرامية مثلا فهى من لغات اللسان العربى العام . خذ مثلا مبحث المسيا .. إنهم إلى الآن لم يعرفوا معنى الكلمة ولا جذرها اللغوى وبالتالى تاهوا فى بيداء الجهل اللغوى فكتبوها فى النسخ العربية خطأ ونطقوها خطأ وفهموا معناه خطأ . مع أن الكلمة عربية اللسان نقلت إلى اليونانية بذات التصويت العربى . وأعتقد أن التفصيل قد ذكرته فى كتابى " نبى أرض الجنوب " وأن معناها رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكلمة بارقليط أيضا عربية اللسان واللغة لم يتوقف عندها الدعاة وقالوا كما يقول الجهلة إنها كلمة يونانية بدون دليل يذكر إلا باختلاف حرف يونانى لا أصل له عند البحث والتمحيص فى القواميس اليونانية ..!! وأعتقد بأننى بينت ذلك جيدا فى كتبى وخاصة " كتاب المؤيد القرآنى " وأنها صفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . ومكة وبكة وعرفات وزمزم وغزوة بدر وفتح مكة كل ذلك موجود ، وباستخدام علم الإيتومولوجى نصل إلى كل ذلك . - هل ترى أنّه بالإمكان توظيف دراسات الأديان لخدمة مبحث إعجاز القرآن والسنّة, وهل من أمثلة في هذا الباب؟ إنه ليس توظيفا ولكنه تأصيلا وتبيانا للهيمنة القرآنية على كتب مَن سبقنا من الأمم . فالنص القرآنى هو الأصل الثابت والفهم والتدبر فرع متغير بتغير الأفهام والعصور . والأمثلة كثيرة جدا فى هذا المجال ، حاولت ألا أترك كتابا من كتبى صغيرا كان أو كبيرا إلا وقد تطرقت فيه إلى الهيمنة القرآنية من خلال كشف المكتوم عندهم من الحق الإلهى ( والله مخرج ما كنتم تكتمون ) . أو بيان الهيمنة القرآنية فى مجال اللفظة القرآنية ( راجع مثلا شرح كلمتى جالوت وطالوت فى كتابى تابوت يهوه البعبع ) . ألا ترى أنّه من المفيد أن تصدر كتاباً مثلاً في موضوع الإعجاز القرآني في نقد النصرانية واليهوديّة؛ فذلك أقرب إلى استيعاب القارئ العامي لما تكتب؟ أخى الكريم .. لقد بثثت كثيرا من ذلك الأمر فى كل كتبى ، وركزت على الهيمنة القرآنية من ناحية اللفظة القرآنية أو السياق القرآنى للقصص مثل قصة أصحاب الكهف والرقيم وقصة ذو القرنين ويأجوج ومأجوج وإلى غير ذلك من موضوعات مشتركة بين الإسلام وأهل الكتاب . وإن كان فى العمر بقية ويسر الله لى الأمر سأكتب عن الإعجاز القرآنى فى مجال علم محاورة الأديان . وهناك مشروع كتاب باسم " أصول علم محاورة الأديان " يسر الله له طريق الخروج إلى النور . لييسر الأمر على الدارسين فى ذلك العلم . أخى الكريم .. لا نزال نعمل فرادى ، ولا نزال ننتظر مجددين ، وأغفلنا تماما وجود مدارس يتم العمل فيها جماعيا وفق مناهج محددة ، وأمامنا الغرب كيف نجح عن طريق العمل الجماعى وليس الفردى ، فلا يزال عنتر بن شداد فى أذهاننا. نحارب بقوة العضلات والسيف والكلام ولا نحارب بالعقول وما تنتجه تكنولوجيا العصر . لماذا لا توجد فى العالم الإسلامى مؤسسة متخصصة فى مجال مقارنة الأديان وتكون فكرتها الأساسية العمل المؤسسى البحثى الجماعى ..!؟ لقد جاءنى إخوة من السعودية بغرض إنشاء معهد تعليمى متخصص فى محاورة الأديان ومقاومة الاستشراق . وقلت لهم الموضوع هام ولا يمكن لقسم مقارنة الأديان والاستشراق فى كلية الدعوة بالأزهر القيام به لفقدان شروط ذلك العلم عندهم . ولا بد أن يقام المشروع تحت رعاية وحماية إحدى الوزارتين إما التعليم وإما الشئون الإجتماعية حتى ينال الحماية والاستمرارية . أو إقامته فى أى بلد عربى تسمح به سياساتها وقوانينها . وسافروا واتصلوا تليفونيا ، ثم حدثت مقابلة ثانية . ونام الموضوع وذهب مع أدراج الرياح . وبقيت بمصر بعض المراكز الهزيلة لتدريس العامة علم مقارنة الأديان على يد غير متخصصين وإن كان فيهم أساتذة ودكاترة أزهريين ، تقوم بتقديم معلومات لا تصلح فى عصرنا. والغرض الرئيسى هو الكسب المادى مستغلين حماس الناس للدفاع عن الإسلام . وأنا لا أهاجم هذه المراكز فهى خطوة على الطريق أدعو الله لها بالتوفيق وإن كانت عرجاء إلى أن تظهر فى الأفق معاهد متخصصة تعطى شهادات معترف بها ولو على الهواء واستغلال القنوات الفضائية وشبكة المعلومات لتقديم الدروس والامتحانات . - هل تعتقد أنّ الأمّة تتعرّض اليوم إلى غزو تنصيري, أم أنّ الأمر لا يعدو كونه وهماً من أوهام أصحاب نظريّة المؤامرة؟ إنهم لا زالوا ولا يزالون يتعرضون لنا بأمكر الأساليب ، ولكننا نحتاج إلى فطنة ابن الجوزى وسرعة بديهيته ، وإلى تأصيل الشاطبى لأصول الدين ، وإلى منهج ابن تيمية فى ترسيخ منهج السلف فى الفهم وليس بالتقليد والسكوت عما سكت عنه سلفنا الصالح . ولى هنا منهج جيد للتصدى .. ليس باستخدام الدفاع وسيلة ، كما يفعل المشتغلون بالرد على الشبهات . ولكن منهجى يتلخص فى شيئين : المفاجأة ثم المواجهة . فإن أثاروا أمامنا شبهة إسلامية فإنهم لا يريدون منا الإجابة وكشف الغمة لأنهم لا يؤمنون أصلا بكل ما سيقوله علماء الإسلام ، بل يتركوننا نطحن بعض فما من قولة يقولها مسلم إلا وينبرى له مسلم آخر بعرض وجهة نظر مختلفة ، وهكذا تتحول الشبهة إلى مناوشات بين المسلمين . أما الفطنة والتأصيل واتباع المنهج يدعوان المسلمين إلى مفاجأة مثيرى الشبهات بشىء أكبر كثيرا من الشبهة المثارة ( وهو كثير جدا فى كتابهم المقدس ) فيختل توازن الخصم وتضمن سماعه منك إلى أن تنتهى منه ، ثم يخلو لك الجو بعد ذلك لتعرض حل الشبهة المثارة إن كان هناك داع لذلك . وهذا موضوع لعدة حلقات ومادة علمية خاصة يجب أن تدرس فى أقسام الاستشراق فى كليات الأصول ..!! لكننا للأسف الشديد لا نملك بنى تحتيّة متفرّغة لتأصيل هذا النهج؟ أخى الكريم .. لقد كانت لى مدرسة وطلاب علم مكثت معهم حوالى خمس سنوات أشرح فيها لهم ذلك المنهج . وللأسف الشديد لم أفز من ذلك الجمع إلا بطالب علم واحد شرب المنهج واقتنع به وكتب به أول دراسة عن " فكر القداسة المزيفة " . وأغلقت لقاءاتى مع الشباب وتوقفت لدواعى أمنية . فالكل يحب السهل الذى كتب فيه وعنه الأوائل من علماء الأمة ، فإذا أثيرت شبهة على الإسلام وجدت المئات يدافعون ويحللون من داخل نصوص الإسلام . ودائما وأبدا الدفاع دليل الضعف ، وأصحاب الشبهات يعلمون أن ما يقال له وجهات نظر مختلفة عند علماء الإسلام أى أن الرد على الدفاع موجود أيضا عند المسلمين . والبنية التحتية لهذا المنهج متوفرة ولكن بلغات القوم الأجنبية ، تأصيل النصوص إلى لغاتها الأصلية ، وفهمها حسب اللغة الأصل وليس حسب الترجمات ، مع فهم لنوعية اللاهوت المستخدم فى كل موضوع مثار . وعندها فقط تبدأ تتكلم عن مفاجأة الخصم بما ليس فى حسبانه وتنهار شبهات الخصم قبل الدخول فى نصوص الإسلام . والموضوع كبير ويحتاج إلى أمثلة .. فعلى سبيل المثال شبهة فقع موسى عليه السلام لعين ملك الموت . ينبرى المسلمون بالكلام عن الحديث إسناده ومتنه ورواياته ، والأمر لا يحتاج إلى ذلك . إنهم يستكثرون على أكبر نبى لهم فى كتابهم المقدس أن يقلع عين ملك مخلوق من خلق الله ..!! أى عراك إن شئنا بين مخلوق ومخلوق ( مع أن الموضوع أصلا غير ذلك ولكننا نخاطب القوم على قدر عقولهم ) ..!! وكتابهم فيه عراك بين مخلوق هو يعقوب وبين إله السموات والأرض وينتصر المخلوق على الخالق ..!! وفى كتابهم أيضا ضرب الإله وقتله على الصليب من قبل المخلوقين ..!! هل الأمر بعد ذلك يحتاج للخوض فى انتصار مخلوق على مخلوق ..!! ومثل شبهة بول الإبل ينبرى الدعاة إلى الخوض فى أسانيد الرواية تصحيحا وتضعيفا . والأمر لا يحتاج إلى ذلك .. ففى الكتاب المقدس يأمر الإله نبيه حزقيال بأن يطبخ فطيرة من خرأة الإنسان ويأكلها أمام الشعب ( قرف مقزز ) ..!! أيهما أشد بول الإبل أم خرأة الإنسان ..!!؟ وإن أردنا أن نخفف الوطأة فهنا فى كتابهم شرب الإنسان لبول الإنسان فى سفر حزقيال ..!! فهل نحتاج بعد ذلك للكلام عن بول الإبل وما اكتشف العلماء فيه من فوائد طبية ..!!؟ إنها مفاجأة الخصم بما هو أشد وطأة من الشبهة المثارة من داخل كتابه ، ولا بد هنا من معرفة اللغة الأصل لأنهم يخففون المسائل وينعمون النصوص فى ترجماتهم لنصوص كتبهم . ثم يأتى دور المواجهة بعد أن أخذت برأس خصمك وشبهته . - هل تعتقد أن أقسام العقيدة والأديان في الجامعات الإسلاميّة قد أفادت الأمّة في باب دراسة النصرانيّة؟ الخير دائما فى أمة الإسلام كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم : " الخير فى وفى أمتى إلى يوم الدين " . ولكن ..!! أخى الكريم .. هل تستطيع أن تبين لى قصدك بالنصرانية ..!؟ هل هى موافقة فقط لألفاظ القرآن الكريم ..!؟ فإن كانت هى فنعم الموافقة . وبقى عليك أن تبين المراد والمعنى منها فى كل موضع . هل النصرانية القرآنية هى اسم دين الذين اتبعوا المسيح ـ سواء غيروا وبدلوا أم آمنوا وأصلحوا ـ من داخل بنى إسرائيل . فلا بد من معرفة جنس المتكلم عنهم هل هم من بنى إسرائيل أم من خارجهم ، ونحن نعلم أن المسيح أرسله الله إلى بنى إسرائيل فقط . ثم لا بد من معرفة عقيدتهم ( الذين آمنوا بالمسيح وإنجيله سواء غيروا وبدلوا أم استمسكوا برسالته ) من إقامة التوحيد الذى نادى به المسيح وإقامة الحلال والحرام كما أنزل الله فى إنجيله . وعلى فكرة لا يوجد الآن أحد معروف من بنى إسرائيل ، والموجودون الآن هم يهود تهودوا فى القرن الثانى عشر ونزحوا من أقصى شمال آسيا إلى شمال شرق القارة الأوربية ثم إلى فلسطين . فأين نصارى بنى إسرائيل الآن ..!؟ إنه علم جديد جد خطير لا يتكلم عنه كثير من علمائنا ولا يُدرس فى أقسام مقارنة الأديان فى كلياتنا ..!! أخى الكريم .. هل تعرف مَن هم أهل الكتاب ..!؟ سيقول لك الناس إنهم اليهود والنصارى بالتعميم . والأمر خلاف ذلك مع التخصيص . سأضرب لك مثلا بنصارى العرب هل هم أهل كتاب أم لا .. !؟ ولنترك الجدال عما استقر عليه علماء الأمة فيما بعد .. ما رأيك فى الفاروق عمر بن الخطاب وولىّ الله على بن أبى طالب .. لقد نظر هل منهما بمنظار واجتهاد غير الآخر ليخرجا نصارى العرب من تحت مظلة أهل الكتاب . فعمر رضى الله عنه نظر إلى الجنس وقال بأن موسى وعيسى أرسلا إلى بنى إسرائيل خاصة ونصارى العرب ليسوا من بنى إسرائيل . أمَّا على رضى الله عنه فنظر إلى العقيدة فقال لم يحللوا حلال الله فى كتابهم ولم يحرموا حرامه فهم ليسوا بأهل كتاب . وجهتى نظر معتبرة .. ونحن الآن فى انتظار مَن يقول لنا وجهات نظر أخرى عمن حولنا من الطوائف المسيحية واليهودية وجميعهم ليسوا من بنى إسرائيل .. المجددون لم ينضبوا والفكر الإسلامى وقاد خلاق إن وجد البيئة الملائمة كما وجدها الأوائل . نسأل الله السلامة . - يشكو الكثير من الباحثين المتخصصين في النقد الكتابي من جشع دور النشر, ووقوع الكتّاب في براثن خيانتهم للأمانة الماليّة, وسوء طبع الكتب وتوزيعها .. هل ترى لهذه الشكوى رصيد من الصحّة؟ آه .. لقد أوجعتنى يا أخى الكريم .. اللهم هذا هو حالنا لا يخفى عليك، فيسر الأمر وأعن يا كريم ! تعتبر دور النشر هى النافذه الأولى التى يخرج من خلالها نور العلم للناس ، ولكنها تجارة رابحة عند أصحابها قبل كل شىء . إنهم لا يريدون نشر كتبى إلا بصعوبة بحجة أنها صعبة على العامة وأنا أخاطب الخاصة وخاصة الخاصة ..!! لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم . وهناك صعوبة تواجه نشر تلك النوعية من الكتب ألا وهى شبح الفتنة الطائفية التى يخوفون به الناس والعلماء ..!! ما السبيل إذن للخروج من هذا النفق المظلم, والذي تسبب في انصراف عدد من الباحثين عن نشر كتبهم ؛ إذ أنّ طبعهم لكتبهم قد عاد عليهم بإهدار أموالهم لحساب دور النشر (الجشعة) .. هل ترى أن يتبنّى العاملون في باب دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام, مشروعاً خاصاً بهم للنشر لا يؤول إلى استنزافهم أموالهم وقوت عيالهم, ويقوم عليه أهل الأمانة من أصحاب المال .. أم عندك حلّ آخر؟ عندنا فى الإسلام فريضة الزكاة .. هل سمعتم عن فتوى تشرح معنى ( فى سبيل الله ) بعيدا عن الموت فى سبيل الله الذى تقلص الآن ..!؟ فالحياة فى سبيل الله مطلب أساسى أيضا مع الموت فى سبيل الله . ونشر العلم وخاصة ذلك العلم الجهادى الذى به ننشر الإسلام وننصر كلمة الإسلام ألا تستحق أن تدخل فى ( فى سبيل الله ) وتأخذ نصيبا من الزكاة . أين أثرياء المسلمين..!؟ أين دور النشر الإسلامية التى تجاهد ( فى سبيل الله ) ..!؟ أخى الكريم .. نعم .. وألف نعم .. أتمنى أن يكون هناك مشروع يُضمن له الاستمرار يقوم بنشر كتب مقارنة الأديان بعد فرزها وتصنيفها وتقييمها بواسطة لجنة مختصة من أتقياء العاملين فى ذلك المجال . لكنّ جمهور أهل العلم من الأئمة وكبار فقهاء المذاهب على خلاف إدخال ما يصرف على نشر العلم في باب ((وفي سبيل الله)) ضمن المصارف التوقيفيّة للزكاة .. فهل تعني بقولك الانتصار للمذهب الآخر, وهل لك تصوّر أكثر تفصيلاً لدعم العمل العلمي في هذا الباب؟ أخى الكريم .. فلنرجع إذن للوقف الإسلامى لتمويل نشر العلم . أنا لست فقيها ولا أفتى فى تلك المسائل ، ولكن حاجة العصر ومتطلبات نشر العلم تنادى الفقهاء بإيجاد مخرج فقهى للمسألة . وهل المصارف التوقيفية للزكاة يُعمل بها الآن حتى نمنع نشر العلم الجهادى تحت عنوان ( وفى سبيل الله ) ..!؟ أذكر لى على سبيل المثال بلد إسلامى يقوم بجمع الزكاة ( التجارة والزراعة والبترول وما تخرج الأرض من ذهب وخلافه وصيد البحر بواسطة أساطيل الصيد و.. والخ ) عنوة من الواجب عليهم إخراجها ، ويصرفها مثلا على الغارمين من ذوى الثروة والمكانة وعليهم ديون ..!!؟ إنهم لا يعرفون من الثمانية إلا الفقراء والمساكين ..!! الفقه متطور دائما ليلائم كل عصر .. أذكر لك مثالا حدث لى وأنا فى الأربعينيات من عمرى ، لقد اشتركت فى مسابقة دينية تتبع الأزهر الشريف ، وكان من ضمن موضوعاتها زكاة النقدين ( الذهب والفضة ) وكتبت فيه تساوى قيمة النصاب الشرائية ( وليس نوعه ومقداره ) وإن اختلف الشكل والنوع وبرهنت على ما أقول بأقوال السرخسى فى المبسوط والزيلعى فى كنز الدقاق من تساوى قيمة الأنصبة فى جميع أوجه الزكاة . بمعنى أن من عنده ذهب بلغ النصاب ووجبت عليه زكاته فإن قيمة نصابه تتساوى مع قيمة نصاب من يملك فضة وبلغت نصابها ووجبت فيها الزكاة . عدل بين مخرجى الزكاة . وكان الأمر هكذا سارى فى الأمة الإسلامية إلى أن جاء عصر النهضة وارتفعت قيمة الذهب وانخفضت قيمة الفضة ، وهنا كان يجب أن يُحال الموضوع إلى علماء الاقتصاد والتجارة ( أهل الذكر ) ليوجدوا معادلة ترجع الوضع إلى حاله الأول كما كان ولكن للأسف لم يتم شىء . فانظر الآن فإنهم يفتون لك بما ليس فيه عدل .. مَن عنده ذهبا قيمته عشرة آلاف جنيه تجب فيه الزكاة بعد استيفاء شروطها ، ومن كان عنده فضة قيمتها ثلاثة آلاف جنيه يخرج زكاتها ..بمعنى أن من كان عنده ذهبا قيمته 9999 جنيها لا زكاة عليه ، ومن عند فضة قيمتها 3000 جنيها فعليه الزكاة . هل هذا عدل ..!؟ وهل هذا فقه ..!؟ الفقير يخرج الزكاة والغنى لا يخرجها ..!! وكتبت المعادلة الرياضية التى ينصلح بها الأمر ، واستدعونى وناقشنى جمع من شيوخ الأزهر وقالوا لى رأيك صحيح ولكننا لا نستطيع أن نعمل به لأن العلماء لم يقولوا به ..!! أخى الكريم .. قيد ذلك بقولهم ( وفى سبيل الله ) لتجد مخرجا لتمويل نفقات نشر هذا العلم الجهادى لإسكات أهل الكفر والضلال من محاربة الإسلام . والله تعالى أعلى وأعلم . وفيما يتعلّق (بالفتنة الطائفية), ألا ترى أنّ على المحامين المسلمين واجب الدفاع عن هذه الكتب أمام المحاكم, وإنشاء (سوابق قضائية) في حقّ ترويج هذه النوعية من الكتب الإسلامية؟ أخى الكريم .. الأمر ليس بهذه السهولة .. فلكل بلد عربى وإسلامى قوانين خاصة ونظام سياسى معين .. وعلى سبيل المثال : فعندنا فى مصر رغم الحرية الكبيرة فى النشر إلا أن هناك عندنا قانون يُعرف بقانون الطوارىء قد يطيح بكل شىء لأى شىء فى أى لحظة ..!! ما هو تصوّرك لواقع دعوة النصارى اليوم, من ناحية النشاط العلمي وتبليغ هذا العلم إلى المسلمين وجيراننا من النصارى؟ أخى الكريم .. لا نزال نكتب كما كتب القدماء وإن كنا أقل منهم قدما فى علوم الإسلام . رغم أن علوم عصرنا فيها الكثير والكثير مما لم يعرفه قدماء المسلمين . وهناك نقاط كثيرة تجمع بيننا وبين أهل الكتاب من الممكن استغلالها لتمكين الفكر الإسلامى من المحاورة واجتذاب القوم إلى الإسلام . وقد سهل علينا أهل الكتاب الأمر بطبعهم لكتبهم ومراجعهم الكبيرة والقديمة وأبحاثهم الدينية ونقدهم لكتبهم .. فلماذا لا نستفيد من تلك الأبحاث والكتب . المشكلة عند دعاة الإسلام هى اللغة الأجنبية ، ومَن يُجيد منهم اللغة نجده أبعد ما يكون عن تخصص علم محاورة الأديان إلا مَن رحم ربى ..!! أخى الكريم .. سأضرب لك مثلا سهلا يزلزل إيمان أصحاب الأناجيل .. لقد انتهيت أمس من تحرير كتيب صغير بعنوان ( تبرئة مريم العذراء البتول من شتائم الأناجيل ) وأقصد الأناجيل القانونية الأربعة الحالية . فقد وجدت فيها شتائم صريحة لمريم ولأكبر أتباع المؤمنين ورئيس تلامذة المسيح بعد انتهاء البعثة . وتلك الشتائم لا يمكن الوصول إليها إلا بعد تنفيذ منهجى الصارم ( العودة إلى الأصل بفكر العصر ) . وأجريت عملية الإقتراب الآرامى لبعض النصوص التى تم تلاعب المترجمين لها فى كثير من النسخ ورجعت إلى الأصول اليونانية للأناجيل فوجدت كلمات نقلت من الآرامية لغة المسيح عليه السلام إلى اليونانية بنفس الصوت ولكن كتبت بالحرف اليونانى ( Transliteration ) وهذه الكلمات عبارة عن شتائم معروفة لا نزال نتكلمها فى حياتنا اليومية جهل معناها كتبة الأناجيل ومن جاء بعدهم من أصحاب المعاجم والقواميس . شتائم وصفت بها السيدة البتول مريم التى اصطفاها الله وطهرها واصطفاها على العالمين . شتائم دسها اليهود فى كتب النصارى والمسيحيين ، وكتبها أصحاب الأناجيل جمعا ممن سمعوا شهود العيان كما قال لوقا فى مطلع إنجيله . أعتقد أن مثل تلك الأمثلة إثارتها بين جيراننا ومعارفنا من أهل الكتاب تؤدى دورا فعالا عن دور الإسلام فى تبرئة مريم مما فى كتبهم المقدسة . عند ذلك ما على الداعى إلا أن يقوم بتقديم الإسلام بعد مفاجأة أهل الكتاب عامتهم وخاصتهم بما لا يعرفونه من كتابهم . فما بالكم بتبرئة المسيح عليه السلام مما نسبوه إليه ..!؟؟ المسيحيون الآن وخاصة فى الغرب جاهزون لسماع صوتنا ، وفتح باب الحوار معنا عكس مسيحيو الدول العربية الذين يحتاجون لمنهج آخر فى التعامل معهم . مسيحيوا الغرب عندهم مناهج لنقد الكتاب المقدس نقد عالى ونقد واطى ( !! ) وهم يتعاملون مع الكتب كأى كتاب بشرى ، لدرجة أنهم حذفوا كلمة مقدس ( holly ) من على عنوان كتابهم ..!! فماذا نحتاج منهم أكثر من ذلك لندخل معهم فى حوار ..!؟ ما رأيك في ظاهرة ترجمة الكتب الإسلاميّة العربيّة إلى اللغة الإنجليزية لدعوة نصارى الغرب .. ألا ترى في الأمر خللاً منهجياً ناتجاً عن الجهل بأسلوب التفكير الغربي ومداخله؟ أليس الأولى هو الهضم وإعادة صياغة الفكرة بأسلوب يراعي البيئة؟ أخى الكريم .. لا بد أولا من فحص الكتب العربية الإسلامية المراد ترجمتها .. لا بد وأن تناسب فكر العصر وما عليه الغرب المسيحى الآن بطوائفه وأطيافه المختلفة . وهناك أصول لترجمة الأصول الإسلامية من قرآن وسنة . لقد قرأت كثيرا فى بعض الكتب المترجمة إلى الإنجليزية وصدمت من أفعال المترجمين .. هل الإسلام يعتبر ريليجن ( religion ) حتى يترجم بتلك الكلمة التى ليس فيها معنى الدين والتدين ..!؟ هل اسم الجلالة الله يترجم إلى ( GOD ) ..!؟ هل المسلمون محمديون ..!؟ وهناك أمثلة كثيرة لأخطاء وقعت حتى فى ترجمة معانى القرآن الكريم ، وحتى طبعة الملك فهد لم تخلو من أخطاء ( كيف تترجم عبارة وبنات عمك إلى وبنات أعمامك . هل العم يساوى الأعمام واللفظة عبارة عن معجزة قرآنية . وكيف تترجم كلمتى السد والردم فى سورة الكهف بكلمات إنجليزية لا تؤدى المعنى المراد ولتختفى المعجزة القرآنية من الترجمة . وياليتهم شرحوا معنى الكلمات القرآنية المترجمة ) . فنحن فعلا نحتاج إلى هضم الواقع وفكر العصر مع التمسك بالأصل وعدم التفريط فيه . والأصل هو القرآن وصحيح السنة وليس فكر مَن سبقونا ، فالفكر دائما متغير وليد عصره وعلومه . بمناسبة حديثنا السابق عن (الملتيميديا) .. لو توجّه إليك الدعاة الشباب اليوم, وهم يتكاثرون بحمد الله, وسألوك عن أفضل طريقة عمليّة لتقديم اجتهاداتك, وأفكارك, واكتشافاتك, للعامة .. فبماذا ستنصحهم؟ أخى الكريم .. لقد حدث ، وتوجه إلى الشباب وهم كثر والحمد لله . وطلبوا منى التسجيل ولكن ظروفى لم تسمح ، فكنت أقول لهم إليكم كتبى وأفكارى افعلوا فيها ماشئتم وليقدم أحدم صوته والآخر خرائطه وخلفية الموضوع المثار ، وآخر يقوم بتصوير الوثائق وهكذا .. ولكنهم لم يفعلوا يريدون منى شخصيا أن أظهر . وهذا شىء غير مهم ، المهم المادة العلمية التى تقدم . كما أن المهم فى الموضوع أن يكون جذابا يُمسِك بسمع المشاهد وبصره . فهو فن تقديم المعلومة وليس بفن خطابة ومنبر ..!! ما هي الصفات العلميّة التي ترى أنّه يجب أن تتوفّر في الباحث في دراسة النصرانيّة وأسفارها وعقائدها؟ أخى الكريم .. أولا اللغة الأجنبية ، والقراءة من المراجع الأجنبية ، لأن الترجمات العربية فيها تخاريف كثيرة .. ودائما هناك تجديد فى الفكر والأبحاث فى الغرب المسيحى . ويستطيع الإنسان المثقف أن يحيط بالفكر الكاثوليكى والبرتستانتى ، ولكنه لن يتمكن من معرفة أكثر مما يراد السماح بمعرفته فى الفكر الأورثودكسى العربى . وقبل كل ذلك إحاطته بعلوم الإسلام وأصوله ، ثوابته ومتغيراته ، والفصل بين أصول الإسلام والتراث الإسلامى ، فالأول دين يجب اتباعه والثانى تراث فكرى إنسانى يجب الاستفادة منه . وليعلم أن التراث الإسلام تراكمى العلوم فقد ترك الأوائل أشياء لا حصر لها لم يتكلموا عنها لأنها كانت بغير ذى بال فى عصورهم . وهذا عصرنا وها نحن ذا ..!! ما هي الأصول المنهجيّة في تحرير القضايا الكتابيّة في ضوء ثوابت الشريعة والثروة العلميّة التي وفّرتها المكتبة الغربيّة؟ أخى الكريم .. السؤال يحتاج إلى تجزئته إلى أسئلة كثيرة مع ضرب الأمثلة .. أصول منهجية .. قضايا كتابية .. ثوابت شريعة .. ثروة علمية .. إنها عناوين إجمالية كل منها يحتاج كتابا لشرحه .. عذرا .. سلنى عن شىء محدد أو مثال معين .

No comments:

Post a Comment